محمود القاعود - خاص ترك برس
دائما ما يَتَخفّي المعلم خلف صبيانه لينفذوا ما يُريد .. فإذا ما فشل صبيانه يضطر هو للمواجهة بنفسه ويلعب علي المكشوف .. هكذا هي أوروبا الصليبية في حربها مع تركيا .. عندما فشل صبيانها ( بي كي كي وعلمانية ومفخخات ) قرّرت أوروبا أن تنزل بنفسها إلي الملعب .. تحت ذريعة عدم الموافقة علي الدستور التركي الجديد الذي هو شأن داخلي خاص .. وهذا يدل علي يأس الشذوذ الصليبي في حربه المعلنة ضد الإسلام والمسلمين ، لا سيما عقب فشل انقلاب 15 يوليو 2016م ونجاة الرئيس أردوغان من محاولة الاغتيال المُخطَط لها في أمريكا وأوروبا .
فجأة انطلقت موجة من السُعار الصليبي ضد تركيا مع اقتراب موعد الاستفتاء علي التعديلات الدستورية ( 16 إبريل 2017م ) وكأن تركيا إحدي قري الريف البريطاني أو واحدة من المزارع الهولندية ! في محاولة أخيرة لعمل انقلاب جديد ضد حزب العدالة والتنمية، قبل اشعال فتيل حرب أهلية عن طريق العملاء.
تخيّلوا لو أن تركيا أعلنت حربا شعواء ضد بريطانيا بسبب تنظيمها استفتاء علي خروجها من الاتحاد الأوروبي ! هل سيتقبل الغرب ذلك ؟
الحقد الصليبي بلغ مرحلة من الجنون لدرجة تجعله يتدخل في شأنٍ من شؤون الجمهورية التركية ، ليُعلن بكل وقاحة أنه ضد التعديلات الدستورية ، ولتجتمع أوروبا علي قلب واحد ضد الإسلام والمسلمين ، كونهم لا يريدون لأي بلد إسلامي التحرر من التبعية من الصهيوصليبية ، وإقرار الدستور الجديد هو الخطوة الأولي نحو هذا الهدف ، قبل عام 2023م عام النهضة الكُبري في تاريخ تركيا الحديثة .
المُدهش أن أوروبا التى ما فتئت تهاجم فكرة الوحدة الإسلامية وتحارب تركيا من أجل اهتمامها بقضايا المسلمين ، هي ذاتها أوروبا التي التى تُطبق " الخلافة " : 1- لا حدود بين الدول الأوروبية 2- لا فيزا ولا تأشيرة 3- عملة موحَّدَة 4- برلمان أوروبي واحد 5- نظام تأمين صحي واحد 6 - اقتصاد واحد 7 - بنوك واحدة 8 - علم واحد وراية واحدة للاتحاد الأوروبي 9- نظام قضائي واحد 10 - نظام تعليمي واحد ..
ثم إن تحدث البعض عن وحدة عربية إسلامية وهدم حدود سايكس بيكو وعمل عملة موحدة وباسبور موحد .. يتهمونه بالإرهاب والتطرف والفاشية الدينية !
إننا إزاء حالة من السُعار الصليبي المجنون تحاول الانتقام من " الدولة العثمانية " التي سيطرت علي أوروبا ، ومنع تركيا من بلوغ هدفها النهضوي ومشروعها القومي .
المؤامرة جد خطيرة .. ومواجهتها الناجعة باستهداف بشار الأسد مخلب القط الذي زرعه الغرب في خاصرة تركيا .. إخفاء بشار من المشهد سيقلب كل الأوراق .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس