محمود القاعود - خاص ترك برس

في السابع من مارس 2017م حل الإعلامي أحمد الهوّاس ضيفا علي الدكتور فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الفضائية، حول موضوع "هل المفاوضات السورية نسخة من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية"؟

كان الضيف المقابل للهواس، أحد الشبيحة الملحدين، له مقالات عديدة يتطاول فيها على الإسلام وهي أقرب إلى هلوسات، فكان الهواس كالعملاق الذي يواجه قزمًا، بل لم تكن هناك أرضية مشتركة حتى في مستوى الثقافة الذي يجب أن يمتلكه الشبيح.

اللافت في هذه الحلقة هو ما بدا لكثير من المتابعين من تحامل الدكتور فيصل القاسم الشديد علي الدكتور الهوّاس، ومقاطعته مرات عديدة بغلظة "خلينا بالمفاوضات" أو "مش هادا موضوعنا" أو "كلامك إنشائي"! رغم أن كلام الهواس في غاية العمق ويقدم طرحا يفوق السؤال الخطأ عن المفاوضات.. وهو أنه لا يوجد أصلا نظام في سوريا حتى تكون هناك معارضة.. إنما هي ثورة شعب ضحى بالكثير منذ ست سنوات ولا زال حتى يومنا هذا..

ولعل رؤية الدكتور أحمد الهواس التي تنم عن عمق استراتيجي وثقافة موسوعية وحنكة، هي ما جعلت الكثير من المراقبين يعتبرون تقدم الثوار في حي جوبر وكراجات العباسيين بالعاصمة السورية دمشق، هو أبلغ ردّ على المفاوضات المزعومة، وتأكيد لعبارة أنه لا يوجد نظام حتى تكون هناك معارضة.

إنها حقيقة لا تحتاج للتأويل.. فكما أن المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني لم تقدم أي شيء للشعب الفلسطيني، فكذلك أي مفاوضات مزعومة بين نظام القتل والإجرام الأسدي لن تقدم أي شيء.. بل هي والعدم سواء.

لقد كان الدكتور الهوّاس بعيد النظر، يتحدث بقلب المؤمن العارف، عندما فضح الإصرار الأمريكي والإلحاح علي مسألة "الحفاظ علي مؤسسات الدولة  في سوريا" تقصد أمريكا جيش بشار الأسد الذي يعمل لحساب أمريكا وإسرائيل، وفرّط في الجولان وتعاون مع روسيا لذبح الشعب السوري، ومنها خلص الهوّاس أن المفاوضات التي تقر بالحفاظ علي جيش بشار.. هي مفاوضات عبثية لا قيمة لها ولن تفضي إلى شيء.

أدعو الدكتور فيصل القاسم لمشاهدة الحلقة من جديد خاصة مع تقدم الثوار في دمشق الآن ليعرف أنه هو الذي كان يبتعد عن موضوع الحلقة.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس