وكالة الأناضول
حديقة أميرجان بإسطنبول مؤثثة بأزهار التوليب تحاكي الجمال، ويزداد المنظر روعة بسبب اطلالتها على مضيق البوسفور وكأنها تقف شاهدة على جمال المكان وبانورامية المشهد .
تتزين هذه الحديقة التي توجد بحي أميرجان بالمنطقة الأوروبية، كغيرها من حدائق المدينة وساحاتها التي تربط الشرق بالغرب، بأزهار التوليب معلنة عن انطلاق مهرجان الزهور في فصل الربيع لتجديد الفكر ومحاربة الروتين اليومي لفصل شتوي.
ويبدأ المهرجان من الأول من نيسان/ أبريل حتى الأول من أيار/ مايو في كل حدائق وشوارع إسطنبول.
بمدخل حديقة أميرجان يتوافد الزوار الأتراك والأجانب، راجلين وعلى متن سياراتهم، حيث تم تخصيص مرآب خاص بها داخل الحديقة.
ممرات مختلفة ومتنوعة ولكن الغاية واحدة، منتهى الجمال والطبيعة، الورد بالجنبات والأشجار تتحاور معها، خصوصا أن الأخيرة مزينة بورود وبمناظر جميلة لا تقل روعة.
بداخل الحديقة اختار بعض العرسان الاحتفال بعرسهم بزيارة الحديقة وأخذ صور، فجمال الطبيعة أفضل مكان للتعبير عن ذكرى ستستمر طول العمر، عريس وعروسة تركيان يلتقطان صورًا برفقة بعض من أفراد أسرهم.
يتوسط الحديقة مقهى ومطعم، توفر المشروبات والأكل للزوار، وتطل من أعلى على جنبات الحديقة، وعلى مضيق البوسفور .
بقدر ما يتوغل الزائر داخل الحديقة، بقدر ما يزداد المنظر جمالا وروعة، بحيرة تعجز الكلمات عن وصفها، وكأنها لوحة رسام مشهور وضع ملامحها، تقف مغارات أعلى البحيرة وكأنك في أدغال الغابات الاستوائية، في منظر يرسم معالم الفن الطبيعي.
أسر تصطحب أبناءها لتعليمهم معاني الطبيعة ورسائلها، وكأن لسان حالهم يقول إن الطبيعة هي المعلم الرئيسي لمقاصد الجمال .
مجسمات جميلة لسناجب وغزلان هنا وهناك، وبينهما مشاهد تتغير بتغير المكان، فهذه ألعاب للصغار ، وتلك مناظر للزهور تشي بفرجة طبيعية.
وتشارك في العروض الحية للمهرجان فرق موسيقية تركية، إضافة إلى فنانين يعرضون أعمالهم من فن “الإيبرو”(الرسم على الماء)، و”نفخ الزجاج”، و”الخط”، إلى جانب أنشطة رياضية، وعرض الصور والرسوم.
وكانت مدينة إسطنبول إزدانت العام ما قبل الماضي، بـ 30 مليون زهرة توليب، تم غرسها في أرجاء المدينة ضمن فعاليات مهرجان إسطنبول الدولي للتوليب، الذي أقامته البلدية.
وتحمل أزهار التوليب أو “اللالي”، أهمية كبيرة لإسطنبول، فقد أحضرها الأتراك معهم من مواطنهم الأصلية في آسيا الوسطى إلى الأناضول، ومن ثم انتشرت من الدولة العثمانية إلى أوروبا في القرن السادس عشر.
كما سمي أحد عهود الدولة العثمانية بـ”عهد التوليب”، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730، حيث ساد السلام بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال لإيلاء مزيد من الاهتمام بالفنون.
وازدهرت زراعة التوليب، بشكل كبير في إسطنبول في تلك الفترة، وأُنتجت أنواع جديدة منها.
وشهد مهرجان التوليب الأول عام 2005، غرس 600 ألف بصيلة توليب، وارتفع هذا العدد إلى 9.33 مليونا عام 2009، بتكلفة بلغت حوالي مليون دولار آنذاك.
وفاقت عدد بصيلات التوليب التي غُرست في إسطنبول خلال السنوات القليلة الماضية، أكثر من 30 مليون زهرة سنويا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!