محمد بارلاص –صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس
علينا أن نتنبأ الشكل الذي سيؤول إليه المشهد السياسي بعيد استفتاء 16 نيسان / أبريل، فخروج نتائج الاستفتاء بـ نعم أو بـ لا سيؤدي دورا كبيرا في تكوّن شكل المشهد السياسي
الاختبار الأخير
أولا علينا أن نتنبّأ بانعكاسات نتائج التصويت في حال خرجت بـ نعم على المشهد السياسي، بعيد الانتقال إلى النظام الرئاسي والعمل وفق الدستور الجديد.
ولأن منصب رئاسة الوزراء سيكون ملغيا في النظام الجديد، ولأنّ رئيس الوزراء سيأخذ مكانه بين مستشاري رئيس الجمهورية، فإن اختيار رئيس الجمهورية بالنسبة إلى قائد حزب سيكون بمثابة الاختبار الأخير.
كليجدار أوغلو لن يبقى
في الانتخابات الأولى لرئاسة الجمهورية بعيد الانتقال إلى النظام الرئاسي في حال خرجت نتائج التصويت بـ نعم، سيكون الاسم الأول المرشّح من دون شك هو "رجب طيب أردوغان"، والمنطق السياسي يقول: إنّ كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري سيكون المرشّح الآخر للرئاسة.
لن يلجأ كليجدار أوغلو كما في الانتخابات الماضية إلى التحالف مع حزب الحركة القومية لترشيح اسم مشترك كما رشّحوا في آخر انتخاب رئاسي "أكمل الدين إحسان أوغلو". أو مثلا من الممكن أن يتم تقديم "دنيز بايكال" كزعيم جديد للحزب، ويتم ترشيحه، وبالتالي لا يبقى كليجدار أوغلو زعيما لحزب الشعب الجمهوري.
عادة بايكال
إن السبب الكامن خلف الأسلوب غير اللبق والقاسي لدى السياسيين من حزب الشعب الجمهوري هو أنّ في التعديل الدستوري الجديد لن يكون هناك مكان للسفسطائية والهراء.
والسبب الكامن خلف تصريح "دنيز بايكال" زعيم حزب الشعب الجمهوري السابق، والذي أومأ فيه إلى أنّه سيتم رمي المصوتين بـ نعم في بحر إزمير، على غرار التصريح الذي أدلى به "بوزكورت" النائب عن الشعب الجمهوري في البرلمان، عندما صرّح هو الآخر بأنه سيعمل على رمي المصوتين بـ نعم في بحر إزمير، هو إنهاء مهام كليجدار أوغلو.
وعندما نستذكر قول "بايكال" لتورغوت أوزال حين أصبح الأخير رئيسا "سنفعل المستحيل وسننزلك من كرسيّك" لا نستغرب السبب الكامن خلف تصريحه وأسلوبه غير اللبق.
ماذا لو أن حملة "لا" هي التي فازت؟
في حال خرجت نتائج التصويت على الاستفتاء بـ لا لن يتغيّر شيء، إذ سيحافظ الرئيس أردوغان على مهامه وفق ما أقرّه الدستور الذي أعدّ في 1982 من دون أن يتحمّل مسؤوليات، وسيواصل العمل وفق المهام التي تحددها المادة 104، ولكن هذا الاحتمال، أي احتمال خروج نتائج التصويت بـ لا ضعيف جدّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس