بولنت إرانداتش -صحيفة تقويم- ترجمة وتحرير ترك برس
صرّح الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" قبيل لقائه الأول مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بأنّ اللقاء سيكون صعبا، وبالفعل كان كذلك إذ كانت الأمور التي ناقشها أردوغان مع نظيره الأمريكي ترمب، في تاريخ 16 أيار / مايو، هي التي تصدّرت المشهد العالمي.
كل نقطة تطرق إليها الرئيس أردوغان، كانت تحمل في طياتها رسائل مختلفة أراد إيصالها إلى الجانب الأمريكي. وبالنسبة إلي الرسالة الأعمق، والأكثر تأثيرا، والتي أراد أردوغان إيصالها إلى الجانب الآخر كانت كالتالي: "لا تكن مثل أوباما".
وتصريح أردوغان الذي تتضمن معنى "جئت مثل ترمب، لذلك استمر كـ ترمب"، كان بالضبط كما يلي:
"سيد ترمب، أهنّئك بفوزك الذي حققته خلال الانتخابات، إن فوزكم أدّى إلى أن تزهر الآمال من جديد بالنسبة إلى تركيا والمنطقة التي تتواجد فيها، ونحن نؤمن أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخيّب هذه الآمال، ونؤيد الموقف الأمريكي الذي ظهر إزاء الهجوم الكيماوي الذي تمّ من قبل النظام السوري مؤخرا. وفيما يخص الإصرار في مواجهة التنظيمات الإرهابية، نأمل بمواصلة الخطوات التي من شأنها أن تتفادى الأخطاء التي ارتكبت في السابق".
بالنظر إلى ترمب الذي مضى له ما يقارب 120 يوما على استلام الرئاسة، نجد أن المشهد العام كالتالي: "أنّ ترمب الذي واجه النظام المؤسس في أمريكا قبل أن يستلم الرئاسة، قد طوّق الآن من قبل ذلك النظام"..
من جهة رؤساء الأموال في العالم "روكفلر - روتشيلد"، ومن جهة أخرى البنتاغون-القيادة الأمريكية المركزية يسدون بالتعليمات على ترمب. كانوا قد أثروا على أوباما، والآن يحاولون هدم قناعات ترمب الذي استرسل بالتصريحات ضدهم قبيل توليه الرئاسة. والرئيس أردوغان عاش الأمر ذاته تقريبا، فعندما استلم الرئيس أردوغان الحكم، في الحقيقة حالَ العسكر والبيروقراطيون حتى عام 2007 من أن يكون صاحب السلطة الفعلية والاقتدار في البلاد، وفي الواقع لم يتمكن أردوغان من أن يكون مقتدرا حتى عام 2011، أي بعيد الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك... وترمب صحيح أنّه جاء على رأس السلطة، إلا أنه لم يصبح مقتدرا ولم يصبح صاحب السلطة الحقيقية إلى الآن.
ومن الأمور الأخرى التي سلّط الرئيس أردوغان عليها الأضواء:
1-لن نسمح للتنظيمات الإرهابية بالتواجد في منطقتنا، ودعم تنيظم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي، من قبل بعض الجهات، والتعاون معه، أيّا كانت تلك الجهات، أمر مناف للاتفاقيات العالمية.
2- علينا ألا نسمح للجهات التي تتحجّج بفعاليات التنظيمات الإرهابية، ساعية إلى تغيير عرقي وأيديولوجي في بعض المناطق. إن من يحاولون استغلال الفوضى التي حدثت في سوريا والعراق وليبيا واليمن سيخسرون في نهاية المطاف لا محالة.
الخلاصة: إن الرسائل التي أردا الرئيس أردوغان إيصالها لنظيره الامريكي ترمب، تتضمّن في حقيقة الأمر دروسا عميقة لترمب الذي سيستمر في الرئاسة لغاية 2020.
وفي حال فهم ترمب معايير والقيم التي يتبنّاها أردوغان، فإنّ تاريخ 16 أيار / أبريل سيكون ميلادا حقيقيا للعلاقات الأمريكية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس