ترك برس
أجرى الداعية والمفكر الإسلامي الكويتي الشيخ محمد العوضي، حوارًا مع المؤرخ التركي البروفيسور "أحمد آق كوندز"، يستعرض من خلاله قصة التوافق والتوتر بين الأتراك والعرب، وكيف كانت أوضاع العرب إبان الحكم العثماني؟ و إلى ماذا آلت مكانتهم بعد سقوط الخلافة؟
الداعية الكويتي تساءل أيضًا خلال الحوار الذي نشره موقع "الرأي"، عن الأطراف التي تُثير غبار الكراهية بين الشعبين المسلمين؟ ومَنْ المستفيد من الفتنة بين النظام الحاكم في تركيا والأنظمة العربية؟
وقال كوندوز، وهو رئيس وقف البحوث الإسلامية في مدينة إسطنبول، إن بعض الدول الأوروبية سعت منذ القرن السابع عشر إلى غرس عوامل التفرقة والشقاق بين عنصرين مسلمين يتميّزان بالشجاعة والإقدام، ألا وهما أبناء العرب وأبناء الشعب المسلم التركي.
وأشار إلى هدف الأوروبيين كان يتمثل بامتصاص آثار الانتصارات الكبرى التي أحرزها العثمانيون عليهم، سواء في دحر مطامع أوروبا أو من خلال توحيد المسلمين تحت راية واحدة، وقد واصل الأوروبيون مساعيهم تلك حتى آتت أكلها أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث تفرّق المسلمون وحارب بعضهم بعضًا، وألقيت العداوة والبغضاء بين المسلمين.
وتطرق كوندوز إلى رسالة بعثَها مفتي مصر الشيخ محمد عبده، إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني على خلفية المحاولات الأوروبية الرامية لغرس الفتنة بين العرب والأتراك آنذاك، حيث بيّن فيها سبل توحيد قلوب المؤمنين والمسلمين في العالم دون النظر في الأعراق.
ويقول مفتي مصر في رسالته إلى السلطان عبدالحميد الثاني: "إن من له قلب من أهل الدين الإسلامي يرى أن المحافظة على الدولة العلية العثمانية ثالثة العقائد بعد الإيمان بالله ورسوله (..) إن للخلافة الإسلامية حصونًا وأسوار وإن أحكم أسوارها ما استحكم في قلوب المؤمنين من الأخوة والثقة والحمية للدفاع عنها".
ووفقًا للمؤرخ التركي، يُضيف عبده: "ومن ظنّ أن اسم الوطن ومصلحة البلاد وما شاكل ذلك من الألفاظ الطنانة، تقوم مقام الدين في إنهام الهمم وسوقها إلى الغايات المطلوبة منها، فقد ضلّ سواء السبيل".
والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني (ولد عام 1842 في مدينة إسطنبول) هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرون من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. وتولى الحكم عام 1876، وانتهت فترة حكمه عام 1909، ووضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته يوم 10 فبراير/شباط 1918.
الحوار كاملًا:
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!