ترك برس
رأى محللون سياسيون أن الأزمة التي اندلعت أخيرا بين دول الخليج العربي يمكن أن تدفع قطر إلى التقارب مع تركيا وإيران، وهي خطوة يمكن أن تغير الحسابات السياسة في الشرق الأوسط.
وقطعت عدة دول من بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين الماضي، ووجهت الاتهام للنظام القطري بدعم الجماعات الموالية لطهران ومجموعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين. وردت قطر بأنها لا تدعم الإرهاب، وأن الخلاف الدبلوماسي يقوم على أساس ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وبعد قرار الدول الخليجية الثلاث إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر، يتوقع أن تواجه الدوحة خلال الفترة المقبلة محنة اقتصادية حادة لأنها تعتمد على الجيران الخليجيين في الحصول على 80 في المئة من الواردات الغذائية.
وقال أمين سايكال، أستاذ العلوم السياسية، ومدير مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن قطر ستبحث عن أصدقاء آخرين للتخفيف من العزلة الاقتصادية. وأضاف أن بإمكان قطر تسريع علاقتها مع تركيا وإيران اللتين أعلنتا استعدادهما لمساعدة الدوحة في حال استمرار المقاطعة.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أكد استعداد بلاده للمساعدة في حل النزاع، بينما عرض مسؤولون إيرانيون تصدير السلع الغذائية والمحاصيل الزراعية للدوحة بحرا.
ويشير محللون إلى أنه إذا تعاون أمير قطر مع الرئيس التركي طيب أردوغان، وروحاني، كما هو متوقع، فإن ذلك قد يزيد من حدة التوترات الإقليمية. وقالت مجلة أوروآسيا: إن "الجهود الدبلوماسية التركية مع الرياض ستواجه تحديات لأن أنقرة والرياض سيكافحان من أجل إيجاد أرضية مشتركة حول قضية الإخوان المسلمين لأن حزب العدالة والتنمية ينسجم تماما مع الدوحة".
وقال أمين سايكال: "إن تعاون الدوحة مع طهران سيضع الولايات المتحدة فى مأزق خطير، لأن الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية كبيرة فى قطر ولكنها فى الوقت نفسه تريد الحفاظ على علاقات وثيقة مع السعودية". وتستضيف قاعدة العديد في قطر 11 ألف جندي أمريكي، وهي واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
من جانبها تتطلع طهران أيضا إلى الاستفادة استراتيجيا من الأزمة الخليجية. ووفقا لأحمد مجديار الزميل في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، فإن إيران أعربت عن قلقها إزاء إقامة "حلف ناتو عربي" حيث يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى توحيد الدول الإسلامية ضد طهران، لكن الخلاف السعودي- القطري الحالي يقدم طوق النجاة لإيران.
وأضاف مجديار إن طهران ترى أن المتزايد بين قطر وغيرها من القوى العربية والإقليمية يشكل فرصة لإضعاف مجلس التعاون الخليجي والتحالف الأمريكي العربي الذي أنشئ خلال رحلة ترامب الأخيرة إلى الرياض لمحاربة الإرهاب ومواجهة إيران ووكلائها في المنطقة".
ونوه إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية تحث حكومة روحاني على استغلال التنافس العربي من أجل إضعاف التحالف المناهض لإيران.
لكن مجديار عاد وأكد أن من السابق لأوانه الانتقال إلى استنتاجات بشأن التقارب بين الدوحة وطهران، مشيرا إلى أن الرياض والدوحة سبق أن حلتا النزاعات السابقة بينهما بالحوار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!