بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
يصف الناس الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" منذ بداية حياته السياسة بـ "الصادق في العلاقات التي يبنيها مع الناس، صادق فيما يخص خدمة الحق والشعب، دؤوب في عمله، مواكب لتطور الأفكار، رجل العمل الجماعي ولا غنى عنه عند الحاجة إلى الاستشارة".
حصلت على فرصة متابعة أردوغان عن كثب بعد أن أصبح رئيساً للوزراء في سنة 2002، وتوصلت إلى النتيجة ذاتها التي توصل إليها من يعرف أردوغان جيداً فيما يخص الميزات التي تكمن خلف إنجازاته.
دعونا نتذكر, جاء أردوغان إلى منصبه في سنة 2002، وبدأ بوضع أهداف طويلة المدى تحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا، في حين أشار إلى وضع إستراتيجيات جديدة تخص أعوام 2023، 2053، 2071. لم يكن لدى تركيا إمكانية التخطيط لعام مقبل قبل ذلك الوقت، إلى أن جاء أردوغان ومنح لتركيا إمكانية التخطيط لعدة سنوات مقبلة.
وصل أردوغان إلى منصب زعامة حزب العدالة والتنمية في 16 أيار/مايو بناءً على القرار الذي اتخذه الشعب التركي. كما أضاف إستراتيجية جديدة تخص سنة 2035 على سابقاتها من الإستراتيجيات في إطار تقييم أهداف سنوات الـ 2023، 2053، 2071. وكان ذلك بالتزامن مع عودته للاجتماع بطاقم حزب العدالة والتنمية.
أثار تصريح أردوغان في ذلك اليوم حماس الشباب الموجودين في القاعة، إذ قال: "بدأنا بالعمل في مشروع يستهدف سنة 2035، وسيكون ذلك بمثابة البنية التحتية لسنة 2053، والتي سنورثها للشباب التركي".
لماذا أشار أردوغان إلى سنة 2035؟
إليكم خلفية هذه الإستراتيجية:
ستتغير وجهة نظر الجيل الحالي إلى أن تصل تركيا إلى سنة 2035، وسيبدأ هذا الجيل بالدخول في مرحلة الشيبوبة بعد 18 عاماً. لذلك كان من الضروري تغيير شعار "3 أطفال" إلى "5 أطفال" بهدف زيادة نسبة الشباب في تركيا. لقد قرأ الرئيس أردوغان التاريخ السياسي بشكل جيد جداً.
بناء على ذلك، فقد كان خطاب أردوغان حيال سنة 2035 مستوحى من القوى الروحانية لتواريخ 15 تموز/يوليو 2016، و16 نيسان/أبريل 2017. كانت هذه التواريخ بمثابة ميلاد لتركيا الجديدة. أشار أردوغان إلى سنة 2035 في إطار تجديد حزب العدالة والتنمية، في حين أعرب الشباب التركي عن توقعاته حول الحفاظ على الإنجازات الديمقراطية المحققة وتطويرها خلال المراحل القادمة، إضافةً إلى اتخاذ خطوات جديدة في مجال التنمية.
في هذا السياق، كانت وجهة نظر أردوغان تميل نحو تجديد حزب العدالة والتنمية بما يتناسب مع قواه الروحانية في اليوم الأول من تأسيسه. كان أردوغان ينظر إلى المرحلة التي تضم الحقبة الزمنية التي تمتد إلى سنة 2019، إضافةً إلى أهداف سنة 2023، على أنها مشابهة لمرحلة التقدم والإصلاحات التي شهدتها تركيا بين أعوام 2002-2011.
كما أشار أردوغان بعد أن أصبح الرئيس العام خلال اجتماع الكونغرس المعقود بتاريخ 21 أيار/مايو إلى تلميحات في خصوص سنة الـ 2035. إذ قال: "سيكون اجتماع الكونغرس بمثابة بداية جديدة. إننا ندخل في مرحلة جديدة في إطار مشاريع حزب العدالة والتنيمة، إضافةُ إلى الخدمات التي سيتم توفيرها للشعب التركي والحكومة التركية.
ستشكل الأشهر القادمة مرحلة جديدة في إطار التقدم ضمن جميع المجالات، من مكافحة الإرهاب إلى الاقتصاد، ومن توسيع مجال الحقوق والحريات إلى الاستثمارات. قدم الشعب التركي رسالة جديدة خلال أحداث 16 نيسان/أبريل. وهي أن الشعب التركي يدعم نظام الإدارة الجديدة الذي ستعتمده الحكومة التركية خلال المراحل القادمة من أجل مستقبل تركيا، مشيراً إلى أنه يجب على الحكومة التركية أن تعمل بشكل أكثر من أجل تحقيق اهداف 2019. لقد أدركنا رسالة الشعب، وبدأنا بالعمل لنتمكن من إنهاء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب التركي في إطار الديمقراطية والاقتصاد إلى حين سنة الـ 2019".
الخلاصة:
الرئيس أردوغان مصمم على الاستمرار في مسيرته. إننا متحمسون لرؤية دولة تتطور بشكل سريع، ترتفع فوق مستوى الحضارات المعاصرة وتحرز تقدماً أكبر على جميع الأصعدة. تدخل تركيا في مشاريع جديدة تستهدف سنة 2035 بصفتها قيادة عظمى. يشكل الشباب العمود الفقري للمشاريع التي تهدف إلى بناء تركيا جديدة وتأسيس البنية التحتية لنموذج سنة الـ 2053. يجب علينا أن لا ننسى أن حزب العدالة والتنمية يستمد قوته من الشعب التركي، وأن ضياع رابط العلاقة القوية بين الشعب التركي وحزب العدالة والتنمية يعني ضياع مستقبل تركيا.
مستقبل تركيا في أيدي الشباب التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس