عبد الله الشيخ ديب - خاص ترك برس
أنباء عن انقلاب! هذا ما يخبرنا به بعض الناشطين الأتراك على تويتر، أخبار متفرقة من هنا وهناك بلا مصادر تتحدث عن تحركات للجيش، دقائق وبدأت الوكالات العالمية تتحدث عن تحركات غامضة للجيش التركي، الجسر مغلق، قوات إلى المطار، الطائرات في السماء، رسمياً "انقلاب في تركيا".. والأنباء السيئة تصل تباعاً.. الجيش يتمدد.
صوت داخلي كان يذكرني بقناعاتي السابقة كسوري، إن أي وضع جيد "سياسي، اقتصادي، اجتماعي.." هو مؤقت، كُتب علينا البلاء، والصبر والمصابرة، هل بكل بساطة هكذا تعيش بدون مضايقات؟ كما تشاء؟ وتعمل ما تحب؟ وتقول رأيك بدون خوف! مستحيل .. وكان هذا التذكير الداخلي هو اتفاق ضمني أن ما يحصل الآن كان متوقعاً.
ثوان حتى قطع حبل "الأفكار" بسيل منهمر من رسائل الواتس آب، "نحن عالقون" "الجسر مغلق" "يبدو هناك حملة أمنية" "الرجاء من السوريين التزام منازلهم" "لا صحة لما يقال عن انقلاب" "انقلاب مؤكد" "صديقي في أنقرة يتحدث عن حالة حرب" ...
تركت رسالة على مجموعة الأصدقاء "من كان عالقاً أو يعرف عائلة عالقة في حي الفاتح وأطرافه فليأتِ إلى منزلي"، كرر الرسالة عدد من الأصدقاء وكل من منطقته "العالقون في إيسنلر، باغجلر، بيرم باشا، أكسراي، كوجاتابي..." ، دقائق قصيرة يتصل أحد الأصدقاء .. نحن أسفل بيتك .. فتح الباب.. صعد الأصدقاء بسرعة، أحدهم يتحدث التركية بطلاقة "تزوج تركية قبل أيام"، بدأ صديقنا بالحديث: "أصدقائي الذين يعملون في الأمن التركي أخبروني أن الوضع سيئ، وهناك حالة من عدم الفهم والجميع متأهب يتنظر". قاطعته بعصبيّة: ماذا ينتظرون.. أن يأتي سيسي جديد؟ .. رد صديقي بنبرة الواثق: ينتظرون الرئيس ليقول كلمته .. يتنظرون أردوغان ليصدر الأوامر.
لحظات صمت خانقة .. جاء الخبر .. الرئيس سيلقي كلمة .. هذا ما يُذاع .. وبالفعل خرج الزعيم ليتحدث لكن عبر شاشة هاتف .. الرئيس البطل عبر شاشة هاتف! إذن الوضع سيئ حقاً .. لكنه أصدر الأوامر على كل حال وهذا المهم .. الجميع إلى الشوارع هذا ما قاله الرئيس.
قبل انتهاء مكالمة الزعيم بثوان بُعثت الروح في الحي؛ ضجيج في كل مكان، أبواب تفتح وتغلق، عجائز على الشرفات، وشرفات أخرى تغلق وتسدل عليها الستائر، دعاء بصوت مرتفع، أصوات التلفزيون، أيادٍ تربت على الأكتاف، كلام متقاطع غير مفهوم، صراخ، خبط الأقدام على الأدراج، فتحت أبواب العمارات .. بدأ الطوفان.
انتهت كلمة الرئيس، قام اثنان من الأصدقاء، قال أحدهما: "الله ما كتبلنا إياها بحماة يمكن يكتبلنا إياها باسطنبول" كان عن الشهادة يتحدث .. تعانقنا، عناقاً سريعاً كما يليق بالرجال الذاهبين إلى الحرب، قلت: سنلحق بكم بعد دقائق، التواصل بيننا لن ينقطع، الله يحميكم، تبادلنا الضحكات وذهبوا.
بقيت في المنزل ومعي ابن عمي، وقال: تلفوني في شحن 70% هذا جيد، ويكفي للاتصال. وسأل: كيف شحن جهازك؟ أجبت: ما يكفي حتى الفجر .. ثوان خجولة سكتت الأفواه وتحدثت العيون، كان هذا وداع القلوب .. قد لا يعود أحدنا .. أو قد نغيب معاً .. أمسكت يده وقبل أن أقول أي كلمة قال: نصلي ركعتين ونخرج .. حركت رأسي موافقاً.
أول كلمة سمعناها عند نزولنا للشارع "سوريلي مسنز (هل أنتم سوريون)"؟ كان هذا سؤال شاب في بداية العشرينات عندما سمعنا نتحدث العربية، نعم نحن سوريون، لمعت عيناه وأغلقهما حتى النصف هز رأسه بشيء من الفخر ابتسامة خفيفة وأشار بيده بما معناه "كفو والله".
بدأت الصفوف تُرص في شارع "فوزي باشا"، العلم التركي، صور أردوغان، تكبيرات، وهتاف خالد سيذكره التاريخ "يا الله .. بسم الله .. الله أكبر"، وبما أننا في "فوزي باشا" فالقبلة واضحة، نحو مبنى الأمنيات، لكن ولغرض السلامة وجمع المظاهرات المتفرقة بالشارع كان طريق المظاهرة يسير عبر شارع "أكدينيز"، وفي نهايته عن الدوار سيكون التجمع وبعدها التوجه نحو الأمنيات، وصلنا إلى الدوار، كان هناك العشرات قد سبقونا وتجمعوا أمام مقر حزب العدالة والتنمية، وقالوا إن الأمور هنا جيدة، ولا شيء يدعو للقلق، إذاً لنكمل الطريق إلى أمنيات، أوقفتنا سيارات الشرطة، الأمور هنا تحت السيطرة، كل شيء جيد، هذا ما قالوه لنا.
في موقف لن أنساه، خرج شرطي من سيارته، وطلب من المتظاهرين أن يسمعوا كلماته، رفع صوت اللاسكي، وبدأ يخبرنا ما يتناقله رجال الأمن فيما بينهم، هل تسمعون؟ الأمور هنا جيدة جداً، عليكم التوجه نحو مبنى البلدية، الجيش هناك، كانت نبرة صوت الشرطي خليطاً بين صوت أخ يقدم نصيحة، وبين ضابط يوجه الأوامر .. التفت المتظاهرون إلى بعضهم، وكل شخص ينتظر أن يسمع جواباً من الآخر، بدأت الهمهمات، كما لو أنها محاولة تأكد من صدق هذا الضابط، اتفقت الجموع، سنشد الرحال إلى مبنى البلدية .. يا الله .. بسم الله .. الله أكبر ..
وصلنا إلى مشارف مبنى البلدية، حاجز عسكري، سيارة مصفحة، 6 جنود بالزي العسكري الكامل، البنادق موجهة إلى الناس، مبنى البلدية خلفهم إلى اليسار، وقفت الحشود حائرة، يبدو أنه هذه لحظة الحقيقة، نحن نواجه انقلاباً عسكرياً، ولسنا في مسيرة لحماية البيئة.
تقدم بعض الشجعان باتجاه حاجز الجيش، دون سابق إنذار صوت الرصاص ملأ المكان، انطبح الناس أرضاً، بعضهم عاد إلى الخلف سريعاً، أربعة شباب من الذين تقدموا الصفوف، سقطوا على الأرض والدماء تسيل منهم .. الجيش أطلق النار عليهم، الرعب بدأ يظهر على الوجوه، ورسالة الجيش وصلت من سيقترب سنطلق عليه النار.
تقدمنا أنا وابن العم بخطوات هادئة جداً، باتجاه الشباب المصابين، وعيوننا على بنادق العسكر، تحسباً من إطلاق نار مفاجئ، وبسرعة تقدم مجموعة من الشباب الأتراك أيضاً، وبالفعل بدأ سحب الشباب المصابين، جميع الإصابات في القدم، ولم يقم العساكر بأي عمل عدواني تجاه الشباب الذين يسحبون المصابين.
حاولت مجموعة جديدة التقدم باتجاه الحاجز، أطلق الجيش رصاصات تحذيرية في الهواء، عادت المجموعة إلى الخلف، أحدهم لم يكترث لهذه الرصاصات، خلع قميصه، رفع يديه للأعلى وبقي يسير باتجاه الجيش، بخطوات هادئة وثابتة، بدأ يصرخ ويحرك يديه للعساكر، وكأنه يريد أن يخبرهم شيئاً، لكن لم يهتم الجنود، أطلقوا النار عليه.
كان هناك إحساس جمعي أن هؤلاء العساكر المساكين لا يعرفون الأحداث على حقيقتها ولم تصلهم المعلومات، ولا شك أن قيادتهم لم تخبرهم حقيقة ما يحصل، كان هدف المجموعة المتقدمة من المتظاهرين، محاولة الحديث إلى الجنود، لكن كل محاولة اقتراب للحديث مع الجنود قوبلت بوابل من الرصاص.
آلاف الرسائل على ماسنجر، واتس آب، غرف تلغرام، بث مباشر على فيسبوك، تغريدات من كل مكان، أخبار عاجلة، تنبيهات، اتصالات متقطعة من الأهل، الأقارب، الأصدقاء، اتصالات من كل مكان تقريباً من إسطنبول، من محافظات الجنوب التركي، الأردن ، قطر، الكويت، السعودية، مصر، ألمانيا وبريطانيا .. وسورية طبعاً، الأصدقاء في المناطق المحررة وخطوط الاشتباك التي يُقال إنها "المناطق الأشد خطورة في العالم"، كانوا الأشد حرصاً على معرفة كل تطورات الوضع هنا، والأشد صدقاً في الدعاء، وكل من حدثني من داخل سورية ينهي اتصاله بعبارات : بدكن شي؟ لازمكن شي؟ أمانة .. الله يحميكن الله ينصركن.
انسحبت من الخطوط الاولى، وقررت التمترس بعيداً لمتابعة آخر الأخبار، ومعرفة الأوضاع بدقة أكثر، وبدأت السير باتجاه زاوية أحد الفنادق، وقبل الوصول بدأ ضرب قنابل الغاز، حفلة سعال جماعي، العيون محمرة، وحالة تدافع بين المتظاهرين للابتعاد عن الغاز، الشجعان وحدهم أمسكوا القنابل وأعادوها لمن سمم الجو بها.
قام بعض أصحاب المحلات هناك بمد خراطيم ماء من حنفياتهم إلى الشارع، ليغسل المتظاهرون وجوههم، رغم صعوبة الوضع وحالة التدافع وبعض حالات الاختناق، لكن بقي الاحترام حاضراً؛ الحالات الطارئة والعجائز والأطفال والسيدات أولاً، وبعدها بدأ الشباب بغسل وجوههم، هذا الموقف على بساطته اعتبرته مؤشراً ممتازاً، رغم ما يحصل لم نفقد احترامنا لأنفسنا، هذا المهم.
وصلت إلى زاوية الفندق، كان هناك مجموعة من الشباب، ضعاف البنية، بلحية عشوائية غير مرتبة تزيّن وجوههم، وشوم متفرقة منقوشة على الأيادي والأعناق، يلفون أقمشة مبللة على وجوههم، تساعدهنّ حبيباتهن، حبيباتهن كن متشابهات لحد كبير، شعر أسود كثيف، عيون مكحلة لم أستطع تمييز ألوانها بسبب الغاز الذي لا يزال يحرق عيوني، أكسسوارات جلدية، وشوم، خرزات لامعة على الأنف، يلبسن زياً شبه موحد، بنطلونات زيتية اللون، وقمصاناً وكنزات سوداء، كانوا أشبه بكتيبة عسكرية صغيرة، تتأهب لما هو قادم، ورأيت بجانبهم صندوقاً بلاستيكياً أشبه بصندوق بيبسي، بداخله زجاجات ملفوفة بالقماش من أعناقها، بدا لي أنهم يجهزون "مولوتوف"، سأسير خلف توقعاتي وأقول إن هؤلاء "الرفاق" شعروا أن كل متخيّل عن النضال في عقولهم جاء الوقت لتحويله واقعاً على الأرض .. لحسن الحظ لم أشهد إطلاق أي من هذه الزجاجات لاحقاً، احترقت "محاولة الانقلاب" بشكل أسرع.
تذكرت أني هنا لمتابعة الأخبار وليس لشيء آخر، وبدأت التغريدات "هروب أردوغان"! "الجيش يحكم"! "الجيش يسيطر"، شماتة وتشف من كل عربي حر قرر العيش في تركيا! حملة شعواء يشنها بلهاء الإمارات وأتباع السيسي على تويتر، مباشرة قررت الابتعاد عن قراءة التغريدات، والبحث عن الأخبار من مصادرها، قلبت قليلاً وقررت.. لن أتابع، لست بحاجة للأخبار، الواقفون هنا هم من يصنعون الحدث، وليعبث البلهاء على تويتر.
من آخر الشارع جهة "أكسراي، لالالي" جاءت شاحنة عسكرية، بشكل مفاجئ وغير متوقع، وفتحت النيران بشكل جنوني في الهواء وعلى أطراف الشارع، حالة ذعر حقيقية، هل سيطر الجيش، أم قرر فض الحشود وارتكاب المجازر؟! بدأ الناس بالانبطاح أرضاً والبحث عن ساتر يقيهم هذا الرصاص الغاشم، من على جانبي الأيسر سمعت صوتاً كأنه يناديني، التفت إليه سريعاً وأعدت النظر أسرع باتجاه الشاحنة العسكرية، أعدت النظر إلى اليسار وإذا به أحد الأصدقاء الذين ودعتهم في منزلي، ضحك وأخبرني أن هاتفه "خلص شحنه" ولم يستطع الاتصال بنا، وعند سؤالي عن صديقنا الآخر، قال إنه مع أصدقائه الأتراك هنا حولنا لكن لا يعلم أين تحديداً، أمامي امرأة انبطحت وضمت ولداً صغيراً لم يبلغ السادسة إليها، ولصقت بإحدى السيارات الواقفة على جانب الشارع، حتى شعرت أنها تحاول النزول تحت السيارة لشدة خوفها، عجوز بالسبعينيات، كان جالساً على كرسي موقف الباصات الموجود في الشارع، مرت إحدى الرصاصات بجانبه تماماً، حطمت لوح زجاج الموقف، بقي العجوز جالساً مكانه دون أن يتحرك، وبنبرة الحكيم الواثق الذي خبر كل شيء عن الانقلابات، صرخ في وجه الشاحنة العسكرية: "شرف سز (عديم الشرف)".
كانت الشاحنة كلما سارت إلى الأمام نهضت الحشود التي خلفها لتقذفها بالشتائم، والحجارة، وعلب الماء والعصير، وزجاجات الكولا، ما أن ابتعدت الشاحنة ووصلت إلى آخر الشارع وبداية النفق، حتى جاءت سيارتان مصفحتان للشرطة، من خلفنا، وعادت الناس إلى حالة التمترس، لكن هذه السيارات لم تطلق النار، وأكملت طريقها باتجاه حاجز الجيش الذي يقف هناك.
أمتار قليلة تفصل بين هذه المصفحات وحاجز الجيش. لم نفهم؛ هل هذا تعزيز جديد للحاجز أم هؤلاء جاءوا ليبلغوا الحاجز قرارات جديدة، أم ماذا؟ وكان رد المصفحات أسرع مما يجول في خاطرنا، أطلقت المصفحات قنابل مسيلة للدموع باتجاه حاجز الجيش، ابتسامة جماعية رسمت على وجوه المتظاهرين، هؤلاء معنا، جاء المدد.
اقتربنا من مصفحات الشرطة، رحب المتظاهرون بالعناصر، رد العناصر الترحيب بأحسن منه، وأطلقوا قنبلة غاز جديدة باتجاه حاجز الجيش، رغم أن هذه القنابل كان أثرها الأكبر ضدنا نحن المتظاهرين، لكن وبما أنها من قنابل الأصدقاء، أصبحت ريحها أجمل من المسك، وأخف على القلوب من نسيم العافية.
أعاد المتظاهرون التجمع، وتحولت المصفحة التي تقف بالخلف إلى نقطة المركز، وبدأت الحشود تتناقل فيما بينها الأخبار، الانقلاب يهزم في أكثر من مكان، المتظاهرون يحاصرون الجسر، قطاعات عسكرية مهمة لم تتدخل، تمت السيطرة على سلاح الجو، قوات خاصة تشارك في اعتقال الانقلابيين في بعض المناطق، عساكر سلموا سلاحهم للناس، أسندت ظهري إلى المصفحة، وبدأت أقلب مجموعات الأصدقاء للتأكد من الأوضاع في مناطقهم، كل شيء يقول إن الأمور تسير نحو الأفضل.
ذات لحظة هادئة انهار كل شيء، بطريقة غير مفهومة بالنسبة لي على الأقل، مجموعة من "القوات الخاصة" أو "المخابرات" ظهرت من العدم فجأة، وأطلقت النار باتجاه الحاجز، ترك العساكر مواقعهم دون مقاومة، انسحبوا إلى مبنى البلدية، بدأت الحشود تتقدم، وها نحن الآن نقف مكان حاجز الجيش، في الأعلى كانت حشود ضخمة من المتظاهرين تنتظرنا، هؤلاء المتظاهرون في الشارع المتقاطع مع شارعنا.
استمر عناصر الشرطة في التقدم والدخول "اقتحام" مبنى البلدية، وبدأت الناس بالتكبير من فوق مدرعات العسكر المهزومين، بعد التقاء جموع المتظاهرين من كلا الشارعين، بدا لي مشهد مهيب وبديع، شراويل سوداء، قمصان بيضاء، ولفات الرأس ذات اللون الأخضر والأبيض، نساء بالزي الأسود الكامل، وجوه متوضئة، ولحى من نور، هذه مجموعة "محمود أفندي"، كلهم هنا رجال ونساء عجائز وأطفال.
بجانب مصفحة الجيش بدأت الناس تلتقط الصور التذكارية، إشارة رابعة هي أبرز الحاضرين في كل صور النصر، كيف لا وروح رابعة ما فارقت الأتراك أبداً! أصوات التكبير تصدح في كل مكان، صوت المآذن بدا أوضح من ذي قبل، بدأت أقلب وجوه المتظاهرين، صديق هنا وصديق هناك، بدأنا نتجمع، التقطنا صوراً تذكارية، وسرعان ما اقترح أحد الأصدقاء أن نبتعد عن السيارة المدمرة فالبنزين يملأ الأرض، وخشينا أن يأتي أحدهم ليدخن سيجارة النصر بجانب البنزين ويحيلنا رماداً، ابتعدنا قليلاً وجلسنا في الشارع، ننتظر ما يحصل في مبنى البلدية، تمت السيطرة، خرج العناصر، عاد التكبير أقوى من ذي قبل، وكان هذا إعلان نصر نهائي هنا.. "الفاتح صديق".
عدت إلى البيت برفقة الأصدقاء، الله أكبر الله أكبر .. أذان الفجر منادياً، توجهت إلى مسجد سيدنا محمد الفاتح، ويا هيبة المشهد، كأنها ليلة القدر، المسجد ممتلئ، ذات الوجوه التي كانت في الساحات هي الآن هنا، أقيمت الصلاة، ورتل الإمام دعاءً لكأنه يتنزل عليه من السماء، رحمات وسلام ونور على نور، تجليات ما كانت إلا تجديد بيعة غير معلن لسيدنا الفاتح في مسجده، ففاضت العيون ورقت القلوب وصدحت الحناجر: يا رب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس