ترك برس
تناول تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، توافد المسؤولين الغربيين على زيارة تركيا لمشاهدة آثار المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز من العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم يخفف التوتر المتواصل في علاقات أنقرة مع الغرب.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من محاولات تحسين العلاقات واعتراف عدد من الساسة الغربيين بخطأ موقفهم من الانقلاب في تركيا فإن التوتر تصاعد أكثر بسبب ما تعتبره تركيا ازدواجية المعايير في المواقف الأوروبية.
وأوردت الجزيرة في تقريرها تصريحًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقول فيه إن "على الغرب وأوروبا أن يتخلوا عن ازدواجية المعايير في التعامل معنا وأن يتعاملوا معنا بصدق وشفافية ويلتزم بوعودهم وإلا فسنفعل ما تمليه علينا مصالحنا".
وأوضح التقرير أن التوتر السياسي والدبلوماسي تصادر بين الجانبين مع رفض الدول الغربية إعادة المتهمين بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشل بل وسماح بعضها لهم بالنشاط ضد تركيا ومنحهم حق اللجوء السياسي.
لكن الخبراء يرون أن هذا التوتر لن يصل إلى حد القطيعة بسبب تشابك المصالح الإستراتيجية والاقتصادية، بحسب التقرير.
ويقول إنغين أوكتام، نائب رئيس معهد أنكا للأبحاث الاستراتيجية في تركيا، إن على الغرب أن يفهم أن تركيا الحالية ليست قابلة للتحكم فيها، فهي قوية وشريكة للغرب وأمنها يؤثر مباشرة في أمن الغرب، وإنه "إذا أراد الغرب مراعاة مصالحه فعليهم مراعاة حساسيات تركيا".
وأضاف التقرير أنه رغم عودة الاستقرار إلى تركيا وتخلصها بدرجة كبيرة من الآثار السلبية للانقلاب الفاشل وترسيخ حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس أردوغان لشعبيته وسلطاته في تركيا فإن العلاقات السياسية بين تركيا والدول الغربية والدول المجاورة لم تستقر على مسار محدد بعد ويبدو أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت والجهد وتقاطع المصالح.
ووفقًا للجزيرة، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الأتراك تؤيد احتجاج تركيا على مواقف الغرب ومعاملته بالمثل سياسيا ودبلوماسيا لكنها لا تريد أيضا قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين تركيا والغرب الذي هو شريكها الاقتصادي الأكبر.
وفي مقال كتبه لصحيفة الـ"غارديان"، مؤخرًا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "على قادة الدول الغربية الاختيار بين الظفر مجددا باحترام الشعب التركي أو مواصلة الوقوف إلى جانب الإرهابيين". وشدد على أنه "ليس هناك أي مبرر لخيانة صداقة تركيا بشكل لا يليق بالقيم الأساسية وبعلاقاتها الثنائية مع الدول الغربية".
وأشار أردوغان إلى أن بعض الحكومات والمؤسسات الغربية اتبعت استراتيجية "انتظر وشاهد" بدلا من التضامن مع مواطنينا الذين قاوموا الانقلاب الفاشل العام الماضي.
وشدد الرئيس التركي على أن "النفاق وازدواجية المعايير التي انتهجتها تلك الحكومات والمؤسسات الغربية (بعيد المحاولة الانقلابية)، أثارت انزعاجا شديدا لدى شعبه الذي ضحى بكل ما لديه من أجل الحرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!