ترك برس
على الرغم من وقف حرب التصريحات الرسمية بين أنقرة وتل أبيب حول أزمة المسجد الأقصى، فقد واصلت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية هجومها على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، متهمة إياه باستغلال الأزمة للتحريض على الصهيونية، ومعاداة السامية.
وفي هذا السياق زعم مركز بيغين سادات للدراسات الاستراتيجية أن تركيا حشرت نفسها في الأزمة الأخيرة، وكأنها تمثل الفلسطينيين في النزاع بصورة قانونية، مدعيا أن التحريض التركي المناهض لإسرائيل، الذي يحظى بتأييد واسع بين الفلسطينيين في غزة والسلطة الفلسطينية، ليس أمرا جديدا. لكن رعايته للفلسطينيين تخفي أكثر من المشاعر الدينية.
وفي مقال نشره المركز للباحثة إفرات أفيف، قالت فيه إن الدين ليس هو المصلحة الوحيدة للحكومة التركية في تحريضها على إسرائيل، لأن هدف أنقرة من خلق المشاعر المؤيدة لتركيا بين الفلسطينيين. هو الإطاحة بالأردن من موقعها راعية للمسجد الأقصى والحصول على دعم الشارع الفلسطيني على حساب الأردن. وسيكون ذلك من أجل نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين وتعزيز الهيمنة الإقليمية لتركيا.
وأضافت أن تركيا من أجل تحقيق هذا الهدف نظمت أحداثا ثقافية ودينية، فضلا عن إنشاء ورعاية المنظمات الخيرية والمنظمات النسائية وحركات الشباب وغيرها. وتدير هذه الأنشطة القنصلية القنصلية التركية في القدس الشرقية، ومنظمات تركية مثل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق التي بدأت العمل في القدس الشرقية عام 2005.
وعرضت الباحثة الإسرائيلية لعدة تصريحات للرئيس أردوغان حول المسجد الأقصى خلال الشهرين الماضيين عدتها محاولة لفرض الطابع الديني على الصراع، فخلال المؤتمر الدولي لأوقاف القدس أدان أردوغان الجرائم الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وحث المسلمين على الإكثار من زيارة المسجد الأقصى، واصفا احتلال القدس بأنه إهانة للمسلمين.
وفي العشرين من يوليو/ تموز 2017، وردا على نصب إسرائيل لأجهزة إلكترونية حول بوابات الأقصى، ندد أردوغان بالقيود الإسرائيلية على دخول المسلمين للمسجد، وهاجم استخدام قوات الأمن الإسرائيلية للقوة المفرطة ضد المحتشدين لصلاة الجمعة، وقدم التعازي للضحايا الفلسطينيين.
ونوهت الباحثة الإسرائيلية إلى أن أردوغان وصف الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلتهم الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي بالشهداء،كما أنه غالبا ما يستخدم مصطلح "المسلمين" بدلا من "الفلسطينيين". وفي اجتماع حزب العدالة والتنمية في 25 يوليو / تموز، أعلن أردوغان أن تل أبيب هي عاصمة إسرائيل وليست القدس.
وقالت أفيف إن كل هذه التأكيدات، إلى جانب دعوة أردوغان المسلمين في وقت سابق إلى "تحمل المسؤولية" عن القدس، تعرض شرعية إسرائيل في المسجد الأقصى للخطر.
وختمت الباحثة مقالها بأن كل حادث أمني أو عسكري تتورط فيه إسرائيل يشكل لبنة أخرى في الحائط السياسي والديني التركي ضد إسرائيل، كما أن تصريحات أردوغان تهدد شرعية الحكم الإسرائيلي في القدس، ويزيد خطابه المعادي لإسرائيل واليهود يزيد من إلهام العرب والمسلمين ويعزز معاداة السامية داخل تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!