حقي أوجال - خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس
ودع العالم الإسلامي عيدًا آخر، واجتمع ملايين الأشخاص في الحج، المؤتمر الأكبر للمسلمين في العالم. تعرفوا على إخوان لهم من بلدان أخرى، طافوا حول الكعبة، وذبحوا الأضاحي، وزاروا الروضة الشريفة معًا. وبدأوا بتوديع المشاعر المقدسة بعد أن أقاموا صداقات جديدة.
لكن موسم الحج هذا العام افتقد مسلمي البنغال المقيمين في ميانمار (بورما سابقًا)، وهم أتباع الإسلام، الذي أرسى أسسه في آسيا الصحابة والتابعون.
لم يحضر هؤلاء المسلمون موسم الحج الحالي لأنهم لا يملكون حق ممارسة شعائهم الدينية، بل إنهم لا يملكون حتى حق الحياة كالآخرين. قدرهم منذ أجيال هو القتل على يد الإرهابيين البوذيين في الأراضي التي يعيشون فيها، أو الموت في أعماق الأنهار والبحار التي يبحرون فيها على متن قوراب متهالكة هربًا من القتل ليتوجهوا إلى هونغ كونغ أو بنغلادش.
تغيرت ميانمار منذ عام 2013، وانفتحت على العالم، بيد أن وضع مسلمي أراكان يتجه من سيئ إلى أسوأ منذ عام 2003، ليس في ميانمار وحسب، فقد حصد إرهاب البوذيين أرواح الكثير من المسلمين في سريلانكا قبل عدة أعوام.
يقول المختصون إن البوذية التي تعتبر منهج تسامح واعتدال، تقوم في الواقع على مفهوم "الحقيقة المطلقة"، وهو مفهوم مبني على تعصب وتزمت شديدين. والأمور المعتقد بأنها حقيقة مطلقة تكسب من يؤمن بها المزيد من القوة على صعيد الدفاع عن معتقده. لا تعترف الحقيقة المطلقة بحق الحياة لأي علم أو سلوك أو معتقد آخر في مواجهتها.
أثناء عمله سفيرًا لبلاده في هونغ كونغ، قال العالم البورمي يي مينت أونغ، في محاضرة ألقاها، إن من الواجب "ردع الآخرين عن التعاطف مع الروهنغيا"، وأشار إلى أن السبب في ذلك هو أن "مسلمي أراكان قبيحون كالوحوش التي تأكل البشر في الحكايا، وجلدهم قاسٍ وشوكي إلى درجة لا يمكن لمسه".
المرجعيات البوذية تضمر عداءً لا ينتهي تجاه جميع الأديان التي لا تؤمن بعقيدة تناسخ الأرواح. الراهب البوذي أشين ويراتو الذي يصف نفسه بأنه "بن لادن البورمي"، قال: "مضى وقت الإذعان، اليوم هو يوم الغضب والانتقام"، بحسب مجلة تايم، التي اعتبرته وجه الإرهاب البوذي. وردًّأ على سؤال المراسل "لماذا؟"، أجاب ويراتو "لأنهم لا يؤمنون بديننا".
وتتراوح ترهات ويراتو ما بين اتهام العرب باحتلال الأمم المتحدة، إلى ادعاء زيادة المسلمين أعدادهم من خلال الزواج بالنساء البوذيات. وحتى تقرير مجلة تايم، التي وضعت صورة الراهب على غلافها وتحتها "وجه الإرهاب البوذي"، لم يفلح في تحريك المسؤولين الميانماريين.
أما مناضلة الحرية والديمقراطية، حاملة جائزة نوبل للسلام أونغ سان سوتشي فكل ما فعلته هو منع دخول المجلة إلى ميانمار.
وهكذا فإن بذور الإرهاب البوذي المزروعة في ميانمار أثمرت اليوم إبادة جماعية بحق المسلمين. أما الأمم المتحدة والأوروبيون الذين أغدقوا الجوائز على سو تشي، فمشغولون بالتفرج فقط على المجازر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس