ترك برس
دعا رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو إلى إجراء ترتيبات خاصة لمدينة كركوك من أجل حل دائم، من خلال تحقيق وضع مستقل لها في إطار الوحدة الإقليمية للعراق.
وفي منشور على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، قال داود أوغلو إن الأحداث التي تدور في المدينة في الأيام الأخيرة "تحمل إمكانية الفوضى ليس فقط لإخوتنا الذين يعيشون في هذه المدينة العزيزة، ولكن للعراق والمنطقة بأسرها".
ووصف داود أوغلو كركوك بأنها استضافت جميع الألوان العرقية والطائفية بتقاطعها مع مختلف الثقافات القديمة في الشرق الأوسط على مدى قرون، مشيرًا إلى أن التطورات التي تعيشها المدينة ستؤدي إلى تصادم سيناريوهين متعارضين بشأن مستقبل هذه المدينة والعراق الشقيقة والمنطقة كلها.
وفي هذه الأثناء، تقترب القوات العراقية من مدينة كركوك الخاضعة لسيطرة الأكراد، في وقت تصاعد فيه التوتر إلى درجة حدوث تبادل إطلاق نار بين القوات العراقية وقوات البشمركة، في حين دعت الولايات المتحدة الطرفين إلى تجنب التصعيد وحل الخلافات عبر الحوار.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر آليات عسكرية عراقية وهي تتحرك، حيث ردد بعض جنود القوات العراقية شعارات تقول إن كركوك عربية وليست إسرائيلية، في إشارة إلى الدعم الإسرائيلي لانفصال إقليم شمال العراق.
في حين أعلن المستشار السياسي لرئيس الإقليم هيمن هورامي في تغريدات على موقع تويتر إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام كل أشكال القوة للدفاع عن النفس في حال التعرض للهجوم. ودعا أيضًا محافظ كركوك نجم الدين كريم كل من يحمل السلاح من السكان إلى الخروج للدفاع عن المدينة.
وبدوره، دعا داود أوغلو إلى إيجاد حل للوضع المحتقن "يكون نموذجًا جيدًا لسلام دائم في الشرق الأوسط، تتشارك فيه كل القطاعات، ويحفظ الحقوق والقانون، محذرًا من أن الصراعات الطائفية التي ستبدأ في هذه المدينة ستنتشر كالنار في الهشيم في العراق والمنطقة."
وأكد أن على جميع الأطراف عدم التوهم بقدرتها على تنفيذ سيناريو يحقق لها مكاسب بعينها في مدينة كركوك، مضيفًا أن "أي صراع سيحدث فيها سيكرّس صراعًا واسعًا أشبه ما يكون بـ"تسونامي" بين جميع الطوائف".
وعدّد الأكاديمي التركي 10 نقاط رأى أنه يجب القيام بها، مبتدئًا بأن "مبدأ الحكومات التركية بعد حرب العراق كان هو "العراق هي شرق أوسط صغير، وكركوك هي عراق صغير" فلا بد من العمل على هذا المبدأ والعمل على نتائجه بمشاركة كل القطاعات المذهبية والعرقية في كركوك، والبعد عن الخطوات الفردية والأمر الواقع".
ودعا إلى تجميد نتائج استفتاء 25 أيلول/ سبتمبر الماضي بما في ذلك وضع كركوك في هذا الإطار للسماح بإجراء مفاوضات، وتجميد أي تحرك عسكري حول المدينة مهما كان طرفه، وإلغاء المطالب الخاصة بربط كركوك كولاية تابعة لحكومة مركزية أو لإقليم شمال العراق وعدم إهمال خصائصها.
وأشار داود أوغلو إلى أن الواقع السياسي اليوم يتطلب ترتيبات خاصة لهذه المدينة من أجل حل دائم، ويمكن تحقيق هذه الترتيبات من خلال تحقيق وضع مستقل لكركوك في إطار الوحدة الإقليمية للعراق، مشددًا أهمية أن يكون الاستفتاء ضمن مفاوضات وحوار بين جميع الأطراف وفقًا للدستور العراقي.
وقال داود أوغلو في مقترح له إن المادة 140 من الدستور العراقي تقدم تصورًا لاستفتاء في كركوك ليس بموجب قرار مفروض من جهة واحدة وإنما كمقترح استفتاء تم التوصل له من قبل مختلف الأطراف. ووفقًا للدستور العراقي كان يجب إجراء الاستفتاء بحلول نهاية عام 2007، إلا أن التنازع على كركوك بين الحكومة العراقية المركزية وبين إقليم شمال العراق حال دون إجراء الاستفتاء.
وتابع داود أوغلو بأنه كان هناك قبول لفكرة وضع خاص على أساس مجلس مكون من العرب والتركمان والأكراد بنسبة 33 في المئة لكل منهم بمشاركة القطاعات بالتساوي، وذلك ضمن مفاوضات حضرها الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وحضرها داود أوغلو نفسه، داعيا إلى تشكيل منصة محلية توقف أي صراعات عرقية داخل المدينة.
ونوّه إلى وجوب أن تكون الحكومة العراقية المركزية وحكومة الإقليم هما الشريكان الأساسيان في المفاوضات بمراقبة الأمم المتحدة ومشاركة دول الجوار، وكذلك تخفيض حدة التوتر أثناء المفاوضات والابتعاد عن استخدام القوة وتهيئة بيئة تفاوضية منطقية.
وختم رئيس الوزراء التركي السابق بأن "كركوك العزيزة والعراق الشقيقة والمنطقة بأسرها عاشت في الثلاثين سنة الأخيرة آلاما شديدة ومذابح. لذلك يجب أن ندرك أن أي حريق يحاول تفجيره في كركوك يمكن أن يتسبب في هدم إقليمي لا يمكن نسيان آلامه".
وتوجه داود أوغلو بالنداء إلى زعماء المنطقة والمنظمات الدولية وأهل الرأي وعلى رأسهم الأمم المتحدة ببذل الجهد لإتاحة بيئة تفاوض هادئة بهدف خفض حدة التوتر في كركوك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!