ترك برس
عقب "فضيحة المناورات" التي وقعت خلال مناورات لحلف شمال الأطلسي في النروج، توالت الاعتذارات تباعاً لتركيا من قبل النروج و"الناتو". فبعد أن اعتذرت النروج ووزير دفاعها عن الحادثة، أعلنت رئاسة الأركان العامة التركية، أن أمين عام حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو"، اعتذر بشكل رسمي لرئيس الأركان التركي خلوصي أكار، عن الإساءة التي طالت تركيا خلال المناورات المذكورة.
وبحسب بيان صادر عن الأركان التركية، فإن أمين عام ال"ناتو" ينس ستولتنبرغ، التقى أكار أمس الجمعة في إطار منتدى أمني بمدينة هاليفاكس الكندية، وأكد لـ"أكار" على أهمية الدور التركي لدى الحلف.
وذكر البيان أن ستولتنبرغ اعتذر خلال اللقاء الذي جرى بناء على طلبه، لرئيس الأركان التركي، مؤكدا فتح تحقيق في الحادثة، كما التقى أيضاً وزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين الأتراك عمر جليك الذي كان حاضراً مع "أكار" في المنتدى المذكور.
وفي تعليقه على اعتذار ستولتنبرغ، أكّد رئيس الأركان التركي على ضرورة أن يكون التحقيق شاملا وموسعا لا يقتصر على المتورطين فقط.
وفي رده على سؤال طُرح له خلال المنتدى الأمني في كندا، قال: "قمنا بفتح تحقيق في الحادثة وعزلنا الموظف المتورط في الحادثة. ولقد أبديت اعتذاري لتركيا. كما التقيت برئيس الأركان التركي هنا أيضاً. لذا أرى أننا استطعنا تحديد ما هي المشكلة بالضبط."
وأعرب ستولتنبرغ عن أمله في ألا تتحول هذه مشكلة إلى أزمة دائمة، مشيراً إلى أهمية تركيا كـ"حليف مفصلي وهام" لدى "ناتو"، كونها تملك حدودا مع روسيا من جهة البحر الأسود، فضلاً عن دورها الكبير في مكافحة "داعش" في كل من سوريا والعراق، على حد قوله.
يأتي هذا عقب وقوع أزمتين أساءتا لمؤسس الجمهورية التركية أتاتورك ورئيسها الحالي أردوغان، وذلك خلال مناورات حلف "ناتو" الجارية في النروج. إذ قام أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويج المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، بوضع تمثال لأتاتورك، مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو.
أما الأزمة الأخرى فهي قيام أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويجي، بفتح حساب باسم "رجب طيب أردوغان" في برنامج محادثة أثناء دروس المحاكاة، لاستخدامه في التدريب على "إقامة علاقات مع قادة دول عدوة والتعاون معها".
وبعد إعلان الرئيس أردوغان في كلمة له عن الحادثة، قررت تركيا سحب قواتها المشاركة في المناورات المذكورة، تلاه اعتذارات متتالية من النروج، ووزير دفاعها ومن ثم من حلف شمال الأطلسي "ناتو" وأمين عامه ستولتنبرغ. كما أعلنت النيابة العامة في أنقرة فتح تحقيق موسع حول "الفضيحة"، فضلاً عن إصدار الخارجية التركية بياناً قالت فيه إنها ستتابع الإجراءات العقابية حول المتورطين في الحادثة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!