ترك برس
تناول تقرير تحليلي في مركز دراسات روسيا والعالم "كاتيخون"، الاهانة التي تعرض لها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء تدريبات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في النرويج.
ونُشرت صورة أتاتورك بين صور القادة الأعداء، في سياق مواجهة افتراضية أُقيمت في المركز العسكري المشترك في النرويج.
وقام بالإضافة إلى ذلك أحد موظفي حلف الناتو بإنشاء حساب وهمي للدردشة الافتراضية باسم رجب طيب أردوغان، وكان يُستخدم بشكل زائف.
واستُخدمت ضمن الرسائل المرسلة من هذا الحساب تعابير تبين أن أردوغان على علاقة وثيقة مع قادة العدو ويتعاون معهم.
وحضر هذه الحادثة ضباط أتراك شاركوا في المناورات. فقامت تركيا بسحب 41 عسكرياً من المناورات بعد هذه الإهانة التي لم يسبق لها مثيل.
واعترفت قيادة حلف الناتو على وجه السرعة بالحادثة وأعربت عن اعتذارها، ولكن من غير المرجح أن يؤثر هذا الاعتذار على الحالة المزاجية في المجتمع التركي.
وعززت الأوساط السياسية التركية في الوقت الراهن مواقفها المناهضة لحلف شمال الأطلسي.
وأعرب زعيم حزب فاتان التركي دوغو بيرينجك عن موقفه قائلاً: "كانت تركيا هدفاً لحلف شمال الأطلسي منذ 68 عاماً، ومن الطبيعي أن تكون كذلك لأن أتاتورك كان هدفها الأساسي.
وقد أعلن الناتو عن هذه الآراء أمام العالم أجمع. ولا يضمن حلف شمال الأطلسي استقلالنا، بل يريد أن يفكك وطننا، كما يقوض هذا الحلف اقتصادنا، لذلك يجب سحب تركيا من هذه المنظمة العدائية".
وأشار المركز الروسي أن الغرب يستخدم الرموز والرسائل المحجوبة، لذلك فإن قلة من الناس صدقوا أن هذا الخطأ الذي اعترف به الناتو، وقع مصادفةً.
وبحسب التقرير، فإن الأتراك مستعدون للتضحية في سبيل مبادئهم، ويطالب العديد من السياسيين الذين أغضبهم سلوك الناتو باتخاذ تدابير جذرية، ويرون أن على الحكومة عقد اجتماع عاجل للبرلمان التركي، لمراجعة القانون رقم 5886 الصادر في 18 شباط عام 1952 بشأن الانضمام إلى حلف الناتو. ويجب أن تعلن تركيا انسحابها من هذا الحلف.
كانت هذه المشاعر تختمر في المجتمع التركي منذ فترة طويلة. فأعرب العديد من المواطنين في العام الماضي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة (التي نظمها الغرب)، عن رغبتهم في التخلص من الوجود العسكري للقوات الأجنبية في القواعد العسكرية الخمسة عشر التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وخاصةً قاعدة إنجرليك الجوية.
وأدى عدم الرضا العام في المجتمع التركي إلى قيام الاحتجاجات. ونُظمت مظاهرة كبيرة في أنقرة في يوم الجمهورية الذي يُحتفل به في تركيا في 29 تشرين الأول.
وحملت الاحتجاجات الشعارات التالية: "يجب علينا السيطرة على إنجرليك، دعوا الولايات المتحدة تذهب، دعونا نغادر حلف الناتو وندمر حزب العمال الكردستاني، دعونا نغادر حلف الناتو الذي هو عدو أتاتورك".
ولقيت هذه الاحتجاجات استجابة واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وقال أوتكو ريحان الأمين العام لحزب فاتان التركي: "يجب على تركيا من أجل أمنها، أن تقيم علاقات مع جيرانها: إيران والعراق وسوريا ومع الدول الآسيوية مثل روسيا والصين والهند".
تبتعد تركيا بشكل متزايد عن الناتو والولايات المتحدة التي تدعم حزب العمال الكردستاني، ومن الواضح أن الولايات المتحدة فتحت جبهة جديدة ضد تركيا داخل حلف الناتو. ولكن ستتعلم الولايات المتحدة وأتباعها درساً على هذه الجبهة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفض اعتذارا من حلف شمال الأطلسي بعد ورود اسمه ضمن "قائمة أعداء" وضعت على ملصق أثناء تدريب لقوات الحلف. وقال إن مثل هذا السلوك المهين لا يمكن التسامح معه بسهولة.
وتابع في خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة "رأيتم السلوك المهين خلال تدريب لحلف شمال الأطلسي أمس. هناك أخطاء لا يرتكبها حمقى ولكن يرتكبها أناس بلا أخلاق".
وأضاف أردوغان "هذا أمر لا يمكن تجاوزه باعتذار بسيط". وقال إن بلاده سحبت جنودها وعددهم 40 فردا من تدريب للحلف في النرويج بعد الواقعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!