ترك برس
أشار مقال تحليلي في مجلة "فورين أفيرز" الأميركية إلى وجود شكوك كبيرة لدى إيران بشأن نوايا كل من روسيا وتركيا في سوريا، وخشية من عقد صفقات على حسابها.
المقال الذي كتبه الباحث البارز في "معهد الشرق الأوسط" بالولايات المتحدة "أليكس فاتانكا"، تحدّث عن انطلاق محادثات السلام السورية في جنيف بنسختها الثامنة الثلاثاء الماضي في سويسرا، بغية إيجاد تسوية سياسية بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وعدد من فصائل المعارضة المسلحة.
وأشار إلى أن المحادثات في جنيف تأتي بعد نحو أسبوع من محادثات أخرى بنفس الشأن السوري انعقدت في سوتشي بروسيا بحضور اللاعبين الثلاثة الرئيسيين وهم كل من الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، وكان يتوقع منها أن تشكل نقطة تحول في مستقبل سوريا.
وبحسب شبكة "الجزيرة"، استدرك الكاتب بالقول لكن المحادثات في سوتشي سلطت الضوء على التصدعات والخلافات الناشئة بين داعمي الأسد الرئيسيين، روسيا وإيران، وعلى الانقسامات بين الحكومة المدنية الإيرانية نفسها وقيادات الحرس الثوري الإيراني بشأن النفوذ في سوريا.
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني -الذي وُجد على مدى السنوات السبع الماضية بشكل قوي في سوريا من خلال مليشياته المختلفة ووكلائه محليين- حريص على الحفاظ على مكاسبه ضد الهجمة المرتدة من جانب إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.
وقال إن هذا الموقف من جانب الحرس الثوري الإيراني سرعان ما يتحول إلى صراع مفتوح مع روسيا والجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك الرئيس روحاني، الذي قد يكون أكثر انفتاحا على تسوية متعددة الأطراف لإنهاء الحرب السورية.
ولا يرغب الحرس الثوري الإيراني فقط في تأمين النفوذ الإيراني في سوريا ما بعد الحرب، ولكنه يسعى لتحويل المليشيات السورية المتحالفة معه إلى قوة عسكرية وسياسية مؤسسية، وذلك كي تصبح محرضا محليا على غرار الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في لبنان.
وأضاف الكاتب أن في طهران شكا كبيرا بشأن النيات الروسية والتركية في سوريا، وسط الخشية من عقد موسكو صفقات مع الجهات الأخرى اللاعبة في المنطقة على حساب إيران وبشكل قد يلحق الضرر بمصالحها.
وتحدث عن الإجراءات التي يقوم به الحرس الثوري الإيراني على الأرض في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على وجود عسكري إيراني دائم في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ أكثر من ست سنوات.
في سياق متصل، تُشير صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إلى وجود مشكلة تواجه أي جهود للحل النهائي للأزمة السورية، وهي أن الإيرانيين يريدون الحفاظ على زخم انتصارهم في سوريا والبقاء هناك وهو ما لمّح إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال روحاني، وهو يهنئ حزب الله لدعمه الذي قدم للنظام السوري، "إن الحرب ضد الإرهاب لم تنته"، وهو ما فُسر على أنه تعبير عن رغبة طهران في مواصلة وجودها العسكري في سوريا.
من جهة أخرى، يرى تقرير بشبكة الجزيرة أن هناك حسابات قومية إيرانية في سوريا، حيث أعربت طهران عن أن دورها أكبر أمام ما تروجه موسكو لنفسها، وتجد نفسها حليفا على قدم وساق مع تركيا حين يعلن الأكراد نيتهم إقامة دولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!