ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
عادت الأوضاع في سوريا إلى الغليان من جديد. فمن جهة إدلب التي انقلبت فيها الأوضاع رأسًا على عقب بسبب هجمات النظام، ومن جهة أخرى تهديدات وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، الموجهة إلى تركيا من عفرين.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشعل الضوء الأخضر لعملية ضد عفرين. إذا ما الذي سيحدث؟ هل ستُحل المشكلة إذا تم تطهير عفرين من وحدات حماية الشعب؟ كيف يمكن حل مشكلة وجود الوحدات في شرق جرابلس؟ الموقف الروسي سوف يحدد الإجابات عن هذه الأسئلة.
لماذا الموقف الروسي؟ لأن موسكو هي الفاعل الأقوى حاليًّا في سوريا. مع أن الولايات المتحدة تتدخل عن بعد، إلا أن جميع التوازنات تغيرت بعد أن وضعت موسكو قدمها في سوريا.
وروسيا تتبع سياسة أكثر غموضًا وخبثًا من الولايات المتحدة في سوريا. فهي لا تدعم بشكل صريح وحدات حماية الشعب. ومن جهة تقيم علاقات جيدة مع تركيا، في حين تتمسك بحزب الاتحاد الديمقراطي، وتفتح مكاتب له في عاصمتها.
قوتان رئيسيتان في سوريا
لنضع خريطة سوريا أمامنا. تبدو البلاد على الخريطة مقسمة بين قوتين رئيسيتين، النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي. هناك مناطق سيطرة للمعارضة وفي طليعتها إدلب، لكنها مقسمة جدًّا ولا يوجد احتمال بأن تسيطر عليها بشكل مطلق. تنظيم داعش على وشك الزوال، والمجموعات المشابهة للنصرة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
تحرير عفرين من وحدات حماية الشعب
يقول الأكاديمي التركي فؤاد كيمان إن روسيا والولايات المتحدة تدعمان حزب الاتحاد الديمقراطي بسبب "هويته العلمانية" في مواجهة الجماعات الجهادية. هذا الطرح كان صحيحًا إلى ما قبل عمليتي درع الفرات والرقة، لكن القوتين الرئيسيتين في سوريا اليوم علمانيتين، الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي. ولهذا فإن السؤال الرئيسي المطروح هو: أيهما تفضل روسيا، وجود وحدات حماية الشعب، أم نظام الأسد في شمال سوريا؟
أهم سبب في دعم موسكو لحزب الاتحاد الديمقراطي هو عدم رغبتها في التفريط بهذه القوة لصالح الولايات المتحدة. أما هذه الأخيرة فتدعم الحزب في مواجهة الجماعات الجهادية وتحالف روسيا/ إيران/ الأسد على حد سواء.
ولهذا تسعى روسيا إلى إبعاد وحدات حماية الشعب عن الدوران في فلك الولايات المتحدة، غير أنها تفضل في الوقت نفسه أن يسيطر نظام الأسد في شمال سوريا عوضًا عن حزب الاتحاد الديمقراطي.
ولهذا فإن عملية عفرين ستتكلل بالنجاح على الرغم من أن المشهد يبدو بالغ الصعوبة بالنسبة لتركيا في هذه المرحلة. وإذا دفعت القوات التركية وحدات حماية الشعب إلى شرق جرابلس عندها يمكن لروسيا أن تبيع حزب الاتحاد الديمقراطي.
وبطبيعة الحال، رغم أن هذا التطور سيكون مطمئنًا وإيجابيًّا جدًّا بالنسبة إلى تركيا، إلا أنه يعني في الوقت ذاته البحث عن سبل جديدة من أجل العيش مع الأسد مجددًا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس