ترك برس
شاع الاحتفال بعيد رأس السنة في تركيا وازدادت مظاهره عما كانت عليه في الماضي....أذكر ذلك جيدا عندما كنت طفلا..
إن ما أعتقده في هذا الموضوع كإنسان مسلم هو عين ما صرحت به مديرية الشؤون الدينية عام 2003، حيث ذكرت أن الاحتفال في عيد رأس السنة لم يعد عادة مسيحية ،وهو مختلف عن عيد الميلاد (الكريسمس) الذي تحتفل فيه الدول المسيحية بأوقات مختلفة من العام. وبينت أن الاحتفال برأس السنة قد أصبح جزءا من الثقافة العالمية تماما كعيد الأم وعيد الأب وعيد العمال...وجاء حرفيا في التصريح :"باتت اليوم احتفالات رأس السنة تحمل معنى ثقافيا ولم تعد تقتصرعلى المعنى الديني، يُعبر الناس فيه عن تطلعاتهم وآمالهم بالسلام والخير والبركة والنعمة والرفاه."
ولم تنسى المديرية في تصريحاتها لعام 2003 أن تحذر وتنبه الناس ،قائلة :"يجب مراعاة ما يأمر به ديننا وتجنب ما ينهانا عنه، علينا أثناء إحتفالنا ألانزعج الأخرين ولا نُخل بقوانين المجتمع."
إنه تنبيه هام بدون شك....
وخصوصا المضايقات السيئة التي تتعرض لها النساء في الاحتفالات الجماعية...لا أجدما أقوله هنا!
اختلافات في الاأراء ووجهات النظر
غيرت مديرية الشؤون الدينية موقفها الذي ذكرته عام 2003 وصرحت فيما بعد معتبرة أن الاحتفال في رأس السنة ما هو إلا "تشبه بالأجانب". ولم تستعمل أي جملة إيجابية حتى عن الذين يحتفلون بهذه المنسبة في بيوتهم...
ليس هناك ضير في استخدام أحد التصريحين فلا يدين تصريح الأخر، طالما أن الأمر يحتمل وجهتي نظر من منظورالدين فيمكن للإنسان أن يطبق ما يرى أنه مناسبا ويشعره بالارتياح.
الحاجة إلى النور
فلتكن هناك أعيادا دينية ولتكن هناك إحتفلات دينية، وليكن هناك أياما مميزة وعيد رأس السنة، فالاحتفالات وتبادل الهدايا بين الأصدقاء والأقرباء ينمي شعور المودة والمسؤولية تجاه الأحباء ويبث السعادة في النفوس وشعورالاستمتاع بوجودنا على قيد الحياة.
أضواء العيد تحي قلب الإنسان وتبعث على السعادة وحب الحياة...
الضور رمز للنور والخير والخلاص والرحمة في كل الأديان....ليس إشعال منارات الجوامع وتزينها بحبال تحمل عبارات مضيئة في شهر رمضان والأعياد الدينية واجبا يفرضه الدين ، بل هو ثقافة تكونت مع مرور الزمن. إن روح الإنسان بحاجة إلى الاحتفال والسعادة والنور...
شهر رمضان لم يكن شهر عبادة فحسب في تاريخ الإسلام بل قد نشأت ثقافة ما يعرف بـ"تسالي رمضان" وهي ثقافة غنية ومتنوعة.
والاعتدال أمر مطلوب دائما وكما الاعتدال هو أحد المبادئ المطلوبة في الحقوق كذلك هو مطلوب في التسلية.
التطلع إلى العام الجديد 2015
2015 هو عام جديد ... تقويم جديد يدخل حياتنا ...نتمنى بالطبع أن يعود بالخير على الجميع...
نرى في استطلاعات الرأي إزديادا في أعداد المتشائمين....
ينبؤنا معظم الاقتصاديون أن العام المقبل 2015 سيكون أكثر صعوبة من العام المنصرم. لقد كان هبوط سعر النفط أمر محمود بالنسبة لتركيا إذ خفف عجز التجارة الخارجية.
ستكون قضية "إلتزام حزب العمال الكردستاني وإتحاد بلديات كردستان بعملية المصالحة الوطنية مع الأكراد التي تقوم بها الحكومة" أكثر المواضيع أهمية في العام الجديد الذي بات على الأبواب. وسيكشف هذا العام الجديد حسن نوايا هؤلاء الذين يهددون تركيا ويتوعدونها متخذين ما آلت إليه الأوضاع في سوريا مثالا ؟ كما ويثير القلق أيضا المساس بحرية القضاء.
ستكون الانتخابات العامة التي ستجري في 2015 من أهم الأحداث بدون شك...إذا ما زاد حزب العدالة والتنمية قوة أو بقي محافظا على قوته عندها سيكتسب رئيس الوزراء قوة في معادلة توازن القوى بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. بينما ستعيش المعارضة زلازل كبيرة ..وإذا انخفض عدد الأصوات المؤيدة للحكومة فإن هذا سيضعف يد أردوغان....وسيفتح أبواب النقاش في الحزب...مما سيحسن مزاج المعارضة...
لاشك أننا ندخل عاما مليئا بالحركة والانعطافات....
فليكن العالم الجديد عاما مباركا للجميع...
وليحمل الخير للجميع......
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس