ترك برس
ألهمت قصة نجاح رجل الأعمال الأمريكي الصيني شين يو، العديد من رجال الأعمال الشباب الذين يسعون للاستفادة من الاقتصاد المتنامي. تخرج يو من جامعة هارفارد ليشارك بعدها في تأسيس شركة باراشوت (Paraşüt) بإسطنبول التركية. وبالإضافة لشركته الناجحة، يُعد يو صاحب استثمارٍ ومستشارًا للشركات المبتدئة، وقد أفاد شركته بمعرفته المالية وشغفه بالتكنولوجيا وقام بتأسيس عملٍ ناجحٍ مع شركائه، من خلال الاستفادة من نمو البيئة الاقتصادية التركية التي تتوق إلى الابتكار.
وُلد يو في مدينةٍ صغيرةٍ شمال شانغهاي، وعلى الرغم من هجرته المبكرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، استطاع يو أن يشهد على ضجيج العولمة في وطنه والذي رآه في حياة الشعب الصيني من خلال البنية التحتية المتقدمة والنقل والمجموعة الواسعة من السلع المتاحة، وغيرها من مختلف جوانب الحياة. راقب يو بشغفٍ التحول الرائع للصين خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ومطلع القرن الحادي والعشرين، حينما فُتحت بوابةٌ للصين وبقوةٍ على العالم.
ترك ذلك التحولُ انطباعًا كبيرًا لدى يو، الذي أعجب فيه وأصرَّ أن يفهم كيف حصل ذلك، لينتهي به الأمر في دراسة الاقتصاد، الذي أصبح بالنسبة إليه شغفه الرئيسي في الحياة. وبعد عمله في البنك الاستثماري ليمان براذرز، وفي شركة مساهمة خاصة في سان فرانسيسكو، كوّن يو أفكارًا ثاقبةً حول ما يريد القيام به.
وعلى ضوء الانطباع الذي خلفته لديه عملية التنمية الناجحة في الصين، فإن رجل الأعمال الأمريكي الصيني يريد بالتأكيد أن يكون جزءًا من قصةٍ إنمائيةٍ أخرى من خلال تشكيل نظامٍ بيئيٍّ يعد الجزء الأكبر من الاقتصادات النامية: ريادةُ الأعمال القائمة على الابتكار.
يقول يو: "إن الحياة يمكن أن تكون مفاجئةً دائمًا"، كان هذا هو الحالُ بالنسبة إليه. زار يو تركيا للمرة الأولى كسائح، ليعود مرةً ثانيةً إليها من أجل بناء حياة، ويجد أخيرًا ما كان يريدُ القيام به ويبحثُ عنه منذ زمن؛ الجمعُ بين الخبرة والشغف: التمويل والتكنولوجيا.
بعد خبرته المهنية كمستشارٍ لرجال الأعمال من خلال جمعهم مع المهنيين الماليين ورأس المال المغامر وقادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين مع فرع إنديفور (Endeavor) في إسطنبول، أصبح يو جزءًا من شركةٍ ناشئةٍ أخرى كمديرٍ ماليٍّ رئيسي. يقول يو إنه لاحظ خلال فترة عمله كمستشارٍ ومديرٍ ماليٍّ مشكلةً في السوق، وهي كيفية جمع الأوراق والملفات بشكلٍ لائق. يرى يو أنه بدلًا من أوراق إكسل أو الدفاتر، يجب حفظ المواد من خلال نظام السحاب "كلاود" المتطور الذي لا يفشلُ أبدًا.
شهد يو مشاكل الإدارة المالية للشركات المبتدئة وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في تركيا، وقرر إنشاء برامج من شأنها تسهيل مهمة مسك الدفاتر وحفظها وتنظيمها بالنسبة لتلك الشركات. يقول يو: "لا توجد معرفةٌ فنيةٌ للإدارة المالية، هناك أصحاب مشاريع ناجحين، ولكن عندما تسألهم: كيف هو الربح والنفقاتُ العامة؟ لن يعرفوا ذلك لعدم وجود بياناتٍ فورية"، وبعد إجرائه بعض الأبحاث على السوق، أدرك أن الجميع يواجهون تلك المشكلة.
يشرحُ يو المشكلة قائلًا: "من الناحية النظرية، عندما تفكر في نشاطٍ تجاريٍّ هناك أشياء معينةٌ يجب عليك القيام بها. فهناك سجلاتُ الموارد البشرية وسجلات العملاء وإدارة علاقات العملاء، وسجلاتك المالية. ولكن كيف يحتفظ الأشخاص بها؟ عن طريقٍ دفتر ملاحظات أو برنامج إكسل، أو في معظم الأحيان يحفظونها في رؤوسهم". يرى يو أنه على الرغم من توافر الأجهزة، فإن الأمر المفقود هو البرمجيات.
وإدراكًا منه لأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في إنجاح اقتصادٍ متنامٍ مثل تركيا، بدأ يو بتطوير مفهوم خدمة برنامج B2B للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم سنة 2012. وشرع في المساهمة بصناعة بيئةٍ اقتصاديةٍ داعمةٍ لرجال الأعمال، تدعم الزخم المتزايد على مرِّ السنين، وتضمُّ نظامًا موسعًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وأطلق يو أعماله في حزيران/ يونيو سنة 2014 مع شركائه الأتراك، "أنداتش" و"فخري".
أوضح يو أنه منذ بداية إطلاق عملياته، توسعت قاعدة عملاء "باراشوت" بشكلٍ مستمرٍ في كل شهر، الأمر الذي يثبت الملاحظات التي قام بتسجيلها حول السوق سابقًا. والآن هناك 7500 عميل للشركة التي تهدف اليوم إلى الحفاظ على هذا الزخم المتنامي من خلال توسيع القطاعات التي تعمل من أجلها. وهم يعملون حاليًّا مع مقدمي الخدمات المهنية من السياحة والوكالات الإعلانية وشركات التجارة الإلكترونية.
توفرُ الشركةً بشكلٍ أساسي الفواتير على شبكة الإنترنت، وخدمات الإدارة المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة. ويقدم التطبيق الخاص بها الفواتير والحساب الجاري والإيرادات على الإنترنت، بالإضافة لأدوات تتبّع النفقات.
نجحت رحلةُ يو بدعمٍ قويٍّ من أصحاب رؤوس المال، وباتت قصته تشكلُ مصدر إلهامٍ لرجال الأعمال الشباب الآخرين الذين يمتلكون أفكارًا رائعة للعمل عليها ولكنهم يفتقرون إلى رأس المال. وتعد باراشوت، أول شركةٍ تركية تستخدم تكنولوجيا B2B.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!