عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
شهدت عملية عفرين تكتيكًا غريبًا. عندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يمكن أن نهاجم ليلًا على حين غرة"، صدرت تعليقات تقول "هل تُنفذ عملية عسكرية مع التلميح إليها؟". هذا ما حصل، جرت العملية على وقع ضجة سبقتها.
بينما كان الجيشان التركي والسوري الحر يقاتلان في الميدان، شن أردوغان حربًّا نفسية، وسقطت عفرين خلال 8 ساعات.
لو أن أردوغان أعلن، مثل زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أورغلو، أن قوات "غصن الزيتون" لن تدخل عفرين، هل كان حزب العمال الكردستاني سيفر منها؟ لو بقي الحزب في مركز المدينة هل كان من السهل الاحتفاظ بريفها البالغة مساحته 30 كم مربع؟ ألم يكن باستطاعته إلحاق خسائر بقواتنا من خلال عمليات كر وفر؟
خسر الحزب الحرب النفسية أولًا، وبعد ذلك هزم في ميدان المعركة، وفر مسلحوه بلا قتال. تبين أن عناصر الحزب بدأوا بمغادرة المدينة جماعات قبل 3 أيام من تاريخ 18 مارس.
ظنوا أن الولايات المتحدة ستحميهم، وأن روسيا ستغلق المجال الجوي في مرحلة معينة، وأن النظام سيرفع أعلامه في عفرين، لكن المحصلة كانت خيبة الأمل، وغادروا المدينة رغم تعليمات قياداتهم في قنديل بالبقاء والصمود.
أين ذهبوا؟ تبين أن 90 في المئة منهم توجه إلى منبج الخاضعة للسيطرة الأمريكية عبر تل رفعت، في حين غادر الآخرون إلى شمال حلب، ومن هناك يُنتظر أن يتجمعوا في منبج. ولهذا فإن العملية ضد منبج تتمتع بأهمية كبيرة.
أما تل رفعت، فلن تُنفذ عملية ضدها لوجود قاعدة عسكرية روسية وقوات للنظام، لكن ستُقام نقاط مراقبة للحيلولة دون عبور الإرهابين منها.
تفخيخ موجودات المقرات في عفرين
يجري العمل بعد تحرير عفرين على مسارين من أجل الحل السياسي والعسكري.
1- تشكيل مجلس للمدينة، حيث انعقد الاجتماع الأول في مدينة غازي عنتاب يوم سقوط عفرين، وجرى خلاله انتخاب 30 عضوًا للمجلس. وسيتم تشكيل مجالس محلية.
2- على الصعيد العسكري، سيتم تشكيل وحدات شرطية وعسكرية من عناصر الجيش الحر. هناك أنباء عن وجود خلايا نائمة لحزب العمال في عفرين. سيتم إنشاء مخافر لضبط الخلايا المذكورة والقضاء عليها.
3- عندما غادر الإرهابيون المقرات السياسية ومباني الإدارة ونقاط المراقبة العسكرية فخخوا الوثائق الرسمية والحواسيب والموجودات فيها. يقوم عناصر الجيش الحر بتفكيك المتفجرات بدعم من القوات التركية. من المنتظر أن يتم تطهير عفرين من الإرهاب في ظرف 10 أيام.
4- العمل جارٍ على تأمين عودة 60 ألف شخص غادروا عفرين في الفترة الأولى من حصار المدينة، إلى ديارهم. والهدف في المرحلة التالية عودة 500 ألف عفريني إلى مدينتهم.
وضع أردوغان استراتيجية جديدة بعد عفرين، مكونة من مرحلتين: الأولى سنجار، والثانية منبج وشرق الفرات.
عفرين انتهت، الدور على من الآن؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس