ترك برس
استبعد خبير تركي، استخدام الولايات المتحدة لقاعدة إنجرليك الجوية في ولاية أضنة جنوبي تركيا، مبيناً أن أنقرة لم تتلق طلباً حتى الآن في هذا الشأن.
يأتي هذا مع تلويح دول غربية بالانضمام للولايات المتحدة من أجل توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري على خلفية ارتكابه لمجزرة دوما بالسلاح الكيماوي. وهدد الرئيس الأمريكي ترامب، الأربعاء الماضي، روسيا برد قادم على الهجوم الكيميائي الذي وقع في دوما، قائلا: "استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. صواريخ جميلة وجديدة وذكية".
وأثار استعداد واشنطن للضربة المحتملة ضد سوريا، تساؤلات عن الموقف التركي من الضربة الامريكية حال وقوعها وكيف سيتعامل الأتراك معها في ظل وجود تفاهمات مع الروس على الوضع في سوريا.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، في كلمة له خلال افتتاح خط مترو أنفاق في العاصمة أنقرة عن "استياء بلاده من تحويل بعض الدول التي تغتر بقوتها العسكرية، الأراضي السورية إلى مسرح للصراع"، موضحاً فى إشارة منه إلى أمريكا وروسيا: "يخطئ كل من يدعم نظام الأسد المجرم كذلك يخطئ من يدعمون تنظيم ب ي د الإرهابي، أما نحن فسنواصل مواجهة كلا الخطأين حتى النهاية".
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "عربي 21" عن المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، قوله إن "تركيا تترقب رحيل الأسد لكن الضربة الأمريكية تترتب عليها مضاعفات سلبية كبيرة قد تصل إلى حرب إقليمية أكبر من نطاق سوريا"، مضيفا أن "هذه التبعات هي ما يمثل مخاوف تركيا".
وأوضح أوزجان أن "تركيا تقف مع مطلب رحيل بشار الأسد لكن لديها تخوفات وتحفظات تجاه ضربة أمريكية في سوريا".
واستبعد الخبير التركي أن يتم استخدام قاعدة "إنجرليك" التركية في توجيه ضربات داخل سوريا وقال "إن تركيا لم تتلق طلبا حتى الآن على الأقل بخصوص القاعدة وأتوقع أن تستخدم القطع البحرية إلى جانب قاعدة العديد بقطر في هذا المجال ولا أعتقد أن تركيا ستسمح بذلك".
وأكد أوزجان أن تركيا لديها مشاركة فاعلة في منصة سوتشي ولذلك بروسيا وتربطها علاقات قوية ولا تريد أن تخسرها وتعمل على الاحتفاظ بعلاقتها بموسكو وتتمنى أن يزول نظام الأسد لأن في زواله خير لكل الأطراف وبقائه يزيد من تعقيدات الموقف إقليميا".
من جهته، يرى المؤرخ التركي مفيد يوكسل أن "موقف تركيا حرج ومشتت حيث تقع ما بين أمريكا وروسيا"، موضحا أن "أمريكا تهدف من خلال الضربة المتوقعة في سوريا إلى ضرب إيران وتدميرها وهو ما لن يصب في مصلحة الإقليم بكامله ومنه تركيا".
وأضاف المؤرخ التركي أن تدمير إيران سيعود بالضرر على السعودية نفسها ودول الخليج وليس تركيا وحدها، مؤكداً أن "استمرار وتضخم التواجد الأمريكي في المنطقة والضربة الأمريكية على سوريا هو شر كبير يحتم على تركيا اليوم أن تعمل بكامل طاقتها للحيلولة دون ذلك من أجل مستقبل الشعوب المظلومة".
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، تعرضت مدينة دوما بالغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، لهجوم كيميائي من قبل النظام السوري، أسفر عن مقتل أكثر من 150 مدنيا على الأقل، وإصابة المئات، بحسب مصادر في الداخل السوري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!