ترك برس
وصف مراقبون أتراك تصريح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد فصل بين الأتراك والروس، بأنه محاولة فاشلة أخرى من قبل الغرب لدق إسفين بين الروس والأتراك، وأن موسكو وأنقرة ستواصلان التعاون فيما بينهما.
وقال عزيز بابوتشو، عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، في حديث لوكالة سبوتنيك، إن تصريحات إيمانويل ماكرون حول الانقسام الروسي التركي المزعوم لا يمكن أن تقوض التعاون الوثيق والفعال بين البلدين.
وأكد البرلماني أن وزير الخارجية التركي والرئيس رجب طيب أردوغان قد قدما بالفعل ردا شاملا على هذه التصريحات "التافهة". وتابع بالقول: "إن مثل هذه التصريحات تدل على عدم وجود حصافة دبلوماسية، كونها تقييما بدائيا للغاية للوضع".
وفي وقت سابق، علق ماكرون في مقابلة مع قناة تليفزيونية على الهجوم الذي شنته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في 14 نيسان/ أبريل على سوريا، بأن هذه الضربة التي وجهتها بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا نحو مواقع الأسد، تمكّنت من إبعاد تركيا عن روسيا، مشيرا إلى إستنكار تركيا منذ البداية استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، ودعمها للعملية الغربية.
وردا على تصريح ماكرون، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ "يمكننا أن نفكر بشكل مختلف لكن علاقاتنا مع روسيا ليست ضعيفة إلى درجة يمكن للرئيس الفرنسي أن يقطعها".
من جانبه، شدد المراقب السياسي التركي، جيهون بوزكورت، على أن الهدف الرئيسي للضربة العسكرية الأمريكية البريطانية االفرنسية هو توجيه ضربة للعلاقات الروسية التركية وللتعاون التركي الروسي الإيراني التي اكتسبت زخما نشطا خلال عملية غصن الزيتون، وخلال قمة رؤساء الدول الثلاثة في أنقرة في مطلع الشهر الحالي.
وقال بوزكورت: "إن الغرب يشعر بالقلق من تطورالتعاون الروسي- التركي، وقد ظهرت من قبل نوايا على محاولة منع هذا التعاون. ويتلاءم تصريح الرئيس الفرنسي مع هذا الاتجاه تماما".
ووفقاً للمراقب السياسي التركي، ليس من السهل على الغرب أن يدق إسفيناً بين موسكو وأنقرة، نظراً إلى "التجربة المريرة" للأزمة الروسية التركية بعد إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وأن الطرفين الروسي والتركي تمكنا أخيرا من تجاوز الخلافات.
وأشار بوزكورت إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية، أجرى رؤساء تركيا وروسيا محادثات هاتفية منتظمة واجتماعات ثنائية، الأمر الذي يقلل أيضا من احتمال حدوث خلاف بين البلدين.
واشنطن تريد استمرار الفوضى في الشرق الأوسط
ولفت بوزكورت إلى إن الولايات المتحدة تسعى إلى استمرار حالة الفوضى في سوريا، لأن الفوضى تبرر الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مضيفا أن من المرجح أن تحاول الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعد الهجوم تعزيز مواقفها من خلال العمل السياسي المشترك، وهذا قد يناسب مصالح حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، لأنهما سيكونان قادرين على تعزيز مواقعهما في منبج وشرقي نهر الفرات.
وأكد المحلل السياسي التركي أن الصدام السياسي المحتمل بين موسكو وأنقرة يمكن أن يلغي النجاح الذي تحقق في المنطقة. ولذلك سيواصل الجانبان االتعاون لضمان أمنهما ومصالحهما الوطنية، موضحا أن الانقسام حول سوريا سيضر بمصالح جميع دول المنطقة. ولكن حتى في حالة حدوث سوء تفاهم طفيف بين الروس والأتراك ، فإن هذا لن يفسد الصورة العامة للتعاون بينهما.
من جانبها اعتبرت وكالة سبوتنيك الروسية أن هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه في موقف حرج خلال الأيام القليلة الماضية بعد الضربة العسكرية للنظام الروسي، مشيرة إلى تصريح ماكرون في الخامس عشر من الشهر الجاري الذي أعلن فيه أنه تمكن من "إقناع" الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا على المدى الطويل.
إلا أن البيت الأبيض نفى مزاعم ماكرون، وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، بأن الرئيس كان واضحا في أنه يريد عودة القوات الأمريكية إلى الوطن بأسرع ما يمكن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!