ترك برس
الطغراء هي العلامة المرسومة على الرسالة، وأصلها كلمة "طورغاني" بلغة التتار، وتكتب "طغرة" و"طغرى" و"طغرا". وتُطلق على شارة تحمل اسم سلطان عثماني أو ما يُنعت به.
يُعد خط الطغراء من الخطوط المهمة، التي تكتب بها علامة كتابية أعلى الرسائل السلطانية، ومنها ما يكتب بالذهب ومنها ما يكتب بالألوان البراقة الجميلة، وتكتب في أعلى الكتب فوق البسملة بالقلم الغليظ، ومضمونها اسم السلطان العثماني الذي صدر الكتاب عنه أو نعوته أو ألقابه.
وتستخدم الطغراء أيضا كعلامة سلطانية، أو توقيع، أو ختم، أو شارة ملكية، و قد ترسم في أعلى البراءات والفرمانات السلطانية.
ويعد خط الطغراء رمزا عثمانيا بحتا، لذلك برز بين الأولويات الاعتبارية والأساسية للدولة العثمانية منذ بداياتها الأولى تقريبا حتى نهاية تاريخها الطويل.
وتطورت الطغراء لدى العثمانيين لتتشكل على صور الطيور والحيوانات أو الوجوه والمراكب والسفن.
واختلفت أنواع الخطوط المستخدمة في كتابة الطغراء، تبعا لرغبات الخطاطين وثقافاتهم ومهاراتهم، فاستخدم خط التعليق في الطغراوات الفارسية، والنسخ والديواني في الطغراوات التركية.
تطورت أساليب كتابة الطغراء لدى الأتراك وأبدعوا فيها، حتى عدّها الكثير من الباحثين خطًا قائمًا بذاته، ثم أصبحت شعارا للدولة العثمانية، وبلغت غاية الجمال على يد الخطاط مصطفى راقم 1826- 1757.
ومن أجمل الطغراوات التركية، طغراء السلطان سليمان الثاني، التي كتبت بالخط الديواني في القرن الحادي عشر، حيث ترتفع نهاية هامات الحروف المنتصبة ليتشكل منها شكل قلب بمداد ذهبي في وسطه قلب آخر رأسه إلى اﻷعلى داخله حلية من الزخارف النباتية الملونة المذهبة.
ومن الطغراوات التركية المعقدة،ما كتب في أعلى فرمان صادر باسم السلطان مراد الثالث بالخط الديواني بقلم الخطاط التركي طغر مراكش، باللونين الأسود والذهبي.
وكانت ترسم على النقود الإسلامية أو الطوابع البريدية، ولكل حقبة زمنية رسم خاص بها، فتتطور نظرا لتغير الأوضاع لكل زمن.
والشخص الذي كان يقوم برسم الطغراء، كان يُسمى بالطغرائي، ويعمل في ديوان الدولة كموظف خاص.
وتخضع كتاباتها في الدواوين الحكومية إلى تقاليد كتابية خاصة، وتختلف تراكيبها باعتبار كثرة منتصباتها كالألف واللام.
وقد أخذت الطغراء بشكلها المخطوط أو المرسوم، قالبًا فنيًا ووظيفيًا لتواقيع السلاطين العثمانيين وإمضاءاتهم الرسمية على مختلف الوثائق والرسائل والمخطوطات واﻵثار العثمانية بدءًا من التحف والأدوات وانتهاءً باﻷبنية والممتلكات، وكذلك استخدمت الطغراء على المساجد والعمارة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!