ترك برس
علق موقع المونيتور الأمريكي على الخلافات التي تعصف بأحزاب المعارضة التركية بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بأن الرئيس رجب طيب أردوغان الذي سيؤدي اليمين الدستورية يوم الاثنين المقبل كأول رئيس لتركيا وفقا للنظام الرئاسي الجديد، نجح في تعزيز إرثه كقائد تركيا الأقوى خلال ثمانية عقود بعد فوزه الحاسم في انتخابات أضعفت معنويات المعارضة التي تحطمها النزاعات الداخلية والخلافات.
وقال الموقع في تقريره إن مراسم أداء اليمين الدستورية تنهي فعليًا النظام البرلماني في تركيا، حيث سيبدأ نظام رئاسي تنفيذي جديد عقب إعادة انتخاب أردوغان في 24 يونيو. وقد أصدر مرسومًا يوم الأربعاء يقضي بإضفاء الطابع الرسمي على سلطته في تعيين الحكومة.
وأضاف أنه بينما يستعد أردوغان للاحتفال بتنصيبه، تتبادل أحزاب المعارضة الاتهامات وإلقاء اللوم على إخفاقها في دفع أردوغان إلى خوض جولة ثانية، وكسب المزيد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية.
وأشار إلى أن تبادل الاتهامات يدل على نهاية الوحدة غير المعهودة بين أحزاب المعارضة قبل الانتخابات، عندما شكّل حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إلى يسار الوسط ائتلافا انتخابيا مع القوميين والإسلاميين.
وتطرق الموقع إلى الصراع الذي بدأ ينشب على زعامة حزب الشعب الجمهوري بين الرئيس الحالي للحزب، كمال كليتشدار أوغلو، ومرشحه السابق لرئاسة الجمهورية محرم إينجه، حيث طالب الأخير بتولي رئاسة الحزب، مهدداً بالتحرك منفرداً في حال تم رفض مطلبه.
وصرح إينجة للصحفيين بأنه اقترح على كليتشدار أوغلو أن يظل رئيسًا للحزب، ولكن بصفة تشريفية لا فعلية، وأن يتسلم هو رئاسة الحزب بشكل فعلي، كما أعلن أنه تحدث مع كليتشدار أوغلو عن إمكانية إجراء اجتماع عاجل للحزب لاختيار رئيس له.
في المقابل رد كلتشدار أوغلو بلغة قاسية تعكس الخلاف داخل الحزب، حيث قال ردًّا على إينجة: "إن اجتماعنا كان عبارة عن فطور، واقتطاع تصريحات بشكل مجتزء يوصف بعدم لباقة سياسية".
وفي يوم الخميس الماضي رفضت لذراع التنفيذية لحزب الشعب الجمهوري، دعوة إينجه لعقد مؤتمر استثنائي حتى يتمكن من الترشح لرئاسة الحزب، حيث ما يزال كمال كليتشدار أوغلو يسيطر على ولاء الحرس القديم القوي، على الرغم من تراجع موقف حزبه في البرلمان بعد ثماني سنوات على رئاسته.
ولفت الموقع إلى أنه في خضم الخلافات الداخلية في حزب الشعب الجمهوري، فإن التحالف المعارض الذي شكّله بدأ ينهار.
وأوضح أن الحزب الصالح يزعم أنه انضم إلى التحالف لمنع تزوير الانتخابات، وأن انتهاء الانتخابات يجعل استمرار التعاون محل نقاش. كما أعلن حزب السعادة الإسلامي الصغير أن التحالف قد مات. بل إن أحد أعضاء البرلمان عن الحزب الصالح أشار إلى أن حزبه مستعد الآن للعمل مع حزب العدالة والتنمية.
ويقول هوارد إيسنستات، الأستاذ المشارك في جامعة سانت لورانس المتخصص في شؤون تركيا الحديثة: "إن أردوغان قادر على عقد الصفقات عندما يحتاج إليها، لكن هذا ليس اعتدالاً، بل هو استراتيجية. هو لا يؤمن بالفوز على المعارضة، بل يؤمن بالفوز الساحق عليها".
وينوه الموقع إلى أن ميرال أكشينير كانت سببا رئيسيا في خسارة تحالف المعارضة، فباستثناء الأعضاء المتشددين من قائمة الحزب، تبنت أكشينيرخطابا استرضائيا، وأعربت عن تعاطفها مع منافسها للرئاسة صلاح الدين ديميرطاش. ويقول محللون إنها فشلت في استغلال المشاعر القومية بين الأتراك الذين يلومون حزب ديميرطاش على العنف الذي يرتكبه المسلحون الأكراد المسلحون.
ووفقا للموقع فإن فوز أردوغان كان أمرا حتميا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي جميعا فوزه في الجولة الأولى أو الثانية. وتعكس نتائج الانتخابات الرسمية التي نُشرت يوم الخميس ما رصدته وكالة الأناضول التي تديرها الدولة.
وختم الموقع تقريره بأن أنصار محرم إنجه ما يزالون يحاولون فهم سبب عدم استغلال الناخبين لفرصهم الأخيرة لإبطاء مسيرة أردوغان الثابتة نحو النظام الرئاسي الذي لم يكن يحظى بشعبية كبيرة في السنوات التي سبقت محاولة الانقلاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!