ترك برس
في ظل التوتر في العلاقات بين تركيا وإسرائيل والتوتر التاريخي بين تركيا من جهة وبين اليونان وقبرص اليونانية، اعتبرت دراسة إسرائيلية حديثة صدرت عن مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية، أن التحالف الإسرائيلي اليوناني القبرصي متحد في مواجهة تركيا أردوغان.
وقالت الدراسة إن السنوات الثلاثة الماضية وضعت خطوات ملموسة لأسس تحالف شرق المتوسط الذي يضم إسرائيل واليونان وقبرص، لما بين هذه الدول الثلاثة من أوجه تشابه ورغبة في التقدم في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالصراعات وتحول تركيا إلى نظام إسلامي أصولي، على حد زعمها.
وأضافت الدراسة التي أعدها الباحث اليوناني، إيوانيس نوميكوس، مدير معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية (RIEAS) أنه في الوقت الذي تواجه فيه الدول الثلاث تحديات فردية، فإن جميعا متحدة ضد تركيا أردوغان "القوة العظمى الإسلامية المفسدة".
وأردف الباحث اليوناني أن الرئيس التركي لا يفوت فرصة للتعهد بأن أنقرة ستستعيد حقها في أملاكها، وأن تركيا أصبحت على بعد خطوة واحدة من إعلان إلغاء المعاهدات الدولية التي حسمت مصير تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.
ولفت الباحث إلى أن مشروع خط أنابيب الغاز "إيست ميد" الذي يفترض أن يربط البلدان الثلاثة لا غنى عنه بالنسبة إلى اليونان التي تعاني من ضغط شديد من قبل الاتحاد الأوروبي نتيجة أزمة الديون السيادية في اليونان وإفلاسها في عام 2010، كما تواجه أثينا في الوقت الحالي، احتمال وضع قيود على سياستها الاقتصادية وفرض رقابة مالية عليها.
ووفقا للباحث، فإن القلق الاستراتيجي الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى اليونان يتمثل في هدف أنقرة إعادة أملاك الإمبراطورية العثمانية، والانتهاكات التركية اليومية للمجال الجوي والبحري اليوناني.
وزعم أن فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة يعززطموحاته السلطانية والإسلامية، ويضفي مزيدا من الحاجة الماسة لمشروع إيست ميد الاستراتيجي، لأن وجود أردوغان أقوى يعني انتقال تركيا على نحو أسرع نحو الأصولية، ويزيد من الخطر الذي تشكله تركيا على الشركاء في هذا المشروع.
وتابع أنه ليس هناك مجال كبير للتسوية مع تركيا الإسلامية، مع تأكيد أردوغان في كل يوم رفضه وإدانته للقيم الغربية، وكراهيته للدولة اليهودية.
وأشار إلى أن القمة الثلاثية الأخيرة لقادة إسرائيل واليونان وقبرص شددت على تطور التعاون الجيوسياسي بين تل أبيب وأثينا ونيقوسيا. ومن أبرز هذه "التطورات الإيجابية التخطيط لتدشين خط أنابيب الغاز "إيست ميد" الذي سيتجاوز تركيا، على الرغم من تكلفته الأكبر، وإبعاد سيطرة تركيا عن خط الغاز".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!