ميديم يانك - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
تعرض الفندق الذي يقيم فيه الوفد التركي في العاصمة الصومالية مقديشو، لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، أسفر عن مقتل 5 صوماليين. وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم "الشباب السلفي المتطرف"، الذي تبنى هجوماً سابقاً تعرضت له السفارة التركية في مقديشو.
وفي منتصف العام الماضي، اقتحم تنظيم "داعش" القنصلية التركية في الموصل واعتقل 49 موظف فيها، بمن فيهم القنصل التركي. كما حصل تفجير انتحاري مؤخراً، في ميدان السلطان أحمد باسطنبول، قامت به امرأة تبيّن فيما بعد بأنها على صلة مع "داعش".
لو حاولنا الربط بين الأحداث الثلاثة هذه، يمكننا التوصل لمدى استهداف "التنظيمات السلفية المتطرفة" لتركيا.
إن استهداف التنظيمات السلفية المتطرفة كداعش والشباب والقاعدة، لتركيا بقيادة أردوغان وداود أوغلو، مرتبط بأربعة عوامل.
أولها، هل يستطيع قياديي هذه التنظيمات جعل تركيا هدفاً مشروعاً لهجماتهم؟ ربما الجواب، نعم باستطاعتهم، لأن ذهنية هذه التنظيمات على مبدأ "إما أبيض أو أسود"، حيث يمكنهم تكفير الأنماط التي لا تتفق معهم بسهولة، ولذلك لا يصعب عليهم إعلان العداء لتركيا أو أوردوغان وداود أوغلو.
وثانيها، إن الموقف الذي سيتخذونه من تركيا، مرتبط بردود أفعال العالم الإسلامي أيضاً، حيث يتمتع كلٍ من أردوغان وداود أوغلو بشعبية واسعة في العالم الإسلامي. فمثلاً، الفلسطينيون يتعاطفون بشدة مع تركيا التي يقودها أردوغان. وعليه، يجب على تلك التنظيمات كسب تأييد الشعوب المسلمة قبل اتخاذ أي موقف عدائي من تركيا، وهذا يبدو صعباً بعض الشيء.
وهناك عامل آخر مؤثر هو الصراع مع تركيا داخل أراضيها أو في خارجها، فقد يبدأ الصراع في حال اقامة تركيا للمنطقة الآمنة في سوريا، أو قد تكون داخل الأراضي التركية، وفي كلا الحالتين، يُتوقع أن نشهد مرحلة صراع هامة ومؤثرة.
أما العامل الأخير فهو "حروب بالوكالة"، أي ليس لرغبة التنظيم نفسه، إنما حسب إرادة القوى التي تُسيّر مثل هذه التنظيمات، على سبيل المثال، ربما تكون القاعدة أو داعش أداة بيد دولة أخرى في المنطقة، وتدفعها للصراع مع تركيا نيابة عنها.
وقد تكون حروب الوكالة بصيغة مختلفة على مبدأ "المقاولة"، فتعتمد على أساليب التفخيخ أو الهجمات الانتحارية، وغالباً ما يكون عناصر التنظيم في هذه الحالة أدوات بيد الاستخبارات الأجنبية –المقاولين-. فبينما يظن انتحاري التنظيم أنه يضحي بنفسه في سبيل معتقداته ومبادئه، يكون فتيل قنبلته بيد عناصر الاستخبارات، الذين يحسبهم أعدائه.
وعند وضع هذه العوامل في صورة واحدة، نرى أنه يمكن لهذه التنظيمات السلفية المتطرفة أن تظهر العداء لتركيا، لكنه غالباً سيكون "عداءاً محدوداً".
والغريب في هذه اللوحة، ادعاء تنظيمات علمانية مثل حزب العمال الكردستاني "PKK" بأن تركيا تدعم التنظيمات السلفية المتطرفة، بينما في الجهة الأخرى، تتهم التنظيمات السلفية تركيا بأن إسلامها ناقص ومشكوك به، وأنها في تعاون مع الغرب.
وبالتالي هذا يؤدي إلى أن ادعاءات هاتين الجهتين كاذبة، وليست إلا أقاويل ضمن إطار الصراع السياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس