ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
على الرغم من كوني أنفر نفورًا شديدًا من نظريات المؤامرة، إلا أنني أشعر بأمور مريبة تدور في قضية القس الأمريكي أندرو برانسون.
وكأن هناك يد خفية في الولايات المتحدة تسعى من أجل عرقلة عودة هذا القس من تركيا إلى بلاد العم سام، وتحاول استخدامه كبش فداء في سبيل إفساد العلاقات بين البلدين.
لو لم يكن الأمر كذلك، لتمت المحافظة على الأجواء الإيجابية التي استمرت فترة وجيرة بين البلدين، عقب تحويل عقوبة برانسون من الحبس إلى الإقامة الجبرية. وبعد هذا القرار كان من الممكن اتخاذ خطوات هادئة، ثم تجرى مباحثات دبلوماسية وراء أبواب موصدة من أجل إرسال برانسون إلى بلاده.
من الواضح أن التوتر المتبادل سيتصاعد مع الرسائل الوقحة الحافلة بالتهديد والوعيد من الولايات المتحدة.
أي محكمة يمكنها الآن إخلاء سبيل برانسون؟ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يضحي بالقس من أجل نيل رضى الطائفة الإنجيلية، التي ينتمي إليها، وفي الأثناء، تعتزم الأوساط الساخطة على تركيا وأردوغان تحويل هذه الحملة إلى فرصة لتزيد طين العلاقات السيئة أصلًا بلة.
اتخذت هذه القضية منحى غريبًا إلى درجة أصبحت معها حماية برانسون بالنسبة لتركيا مشكلة خطيرة.
فالتدابير الأمنية حول منزل القس تمت تشديدها، لكنني مع ذلك أشعر بالقلق. فهناك أيد خفية في الولايات المتحدة قد ترغب بقتل القس من أجل وضع تركيا والعلاقات بين البلدين في مأزق لا يمكنها الخروج منه. لا بد من حماية القس بشكل جيد جدًّا.
تثير الولايات المتحدة هذه الزوبعة بلا خجل على الرغم من محاكمتها المصرفي التركي هاكان أتيلا، المسجون منذ أشهر بطريقة مخالفة للقوانين.
فهل تطلق تركيا التهديدات للقضاء الأمريكي بسبب أتيلا؟ لا. على العكس تقوم بمبادرات بدبلوماسية صامتة من أجل التوصل إلى نتيجة.
لكن أتيلا ما يزال في السجن بغير وجه حق، واشنطن لا تكترث لذلك وتطلق التهديدات ضد تركيا، وهذا لا يمكن تفسيره إلا بجبروت وعجرفة إدارة ترامب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس