ترك برس
رأى محللون أتراك أن العلاقات الأمريكية التركية وصلت إلى نقطة اللاعودة، وتتجه نحو الانفصال، مشيرين إلى أن واشنطن تعامل أنقرة لا على مستعمرة وليست شريكا لها.
وقال الجنرال المتقاعد أحمد يافوز لإذاعة سبوتنيك، إن الأزمة السياسية تظهر بشكل دوري في مختلف مجالات العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وإن قضية القس الأمريكي المحتجز في تركيا، أندرو برونسون ليست سوى مظهر من مظاهر الأزمة.
وأضاف يافوز أن الولايات المتحدة تستهدف روسيا وإيران وتركيا بدرجات متفاوتة، فهي تريد من ناحية الاستمرار في العمل مع هذه الدول، باستثناء إيران، وتحاول من ناحية أخرى الضغط عليها بطرق مختلفة.
وقال الجنرال التركي إن موقف الولايات المتحدة من قضية القس برونسون غير مقبول من جميع وجهات النظر، ويكشف عن نهج واشنطن التي تنظر إلى تركيا على أنها مستعمرة وليست شريكا لها، مما يزيد من تفاقم الوضع.
ووفقا ليافوز، فإن الولايات المتحدة ما دامت لم تتخذ خطوات حقيقية تجاه تسليم فتح الله غولن وإعادة النائب السابق لرئيس بنك خلق التركي، محمد هاكان أتيلا، والمتهمين معه إلى تركيا، فعليها ألا تتوقع تحولا من جانب تركيا.
ورأى أن الحكومة التركية يمكن أن تذهب إلى حد إغلاق قاعدتي إنجرليك وكورجيك، متوقعا أن تؤدي هذه الخطوة إلى خطوات متبادلة جديدة وانفصال في نهاية المطاف بين أنقرة وواشنطن.
واتفق معه في الرأي حسن أونال، رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة أتليم في أنقرة، الذي رأى أنه منذ بداية الحرب الباردة تنظر الولايات المتحدة إلى تركيا على أنها مستعمرة لها.
وقال أونال إن مواقف تركيا والولايات المتحدة لا تتطابق تقريبا في جميع القضايا، وهذا يشمل الضغط الأمريكي على تركيا لسحب جيشها من قبرص، وغياب الدعم الأمريكي لتركيا في بحر إيجة، والاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها إبادة جماعية للأرمن، والأهم دعم واشنطن لحزب العمال الكردستاني في إطار مشروع إنشاء دولة كردية مستقلة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تحقق أي شيء من خلال سياسة التهديدات، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية برونسون. واقترح على تركيا ألا تغلق قاعدتي إنجرليك وكوجريك، بل الاحتفاظ بهم كورقة رابحة.
ورأى أونال أن على تركيا أن توضح لواشنطن أنها لن تخضع لضغوطها. ولكن إذا حدث خلاف ذلك فستكون للولايات المتحدة اليد العليا في كل من السياسة الإقليمية والمسائل المتعلقة بالعقوبات المناهضة لإيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!