فراس رضوان اوغلو - خاص ترك برس
تشهد الخارجية التركية مؤخراً حركة مكوكية من اللقاءات السياسية والاستشارية والثنائية وعلى مختلف الأصعدة، فالأيام القادمة تحفل بكثير من الأحداث التي يترقبها العالم. ولعل اجتماع السابع من الشهر الجاري بين القادة الثلاث (تركيا روسيا إيران) من أهم الأحداث المرتقبة أقله في الشرق الأوسط.
تزامُن زيارة المبعوث الخاص الأمريكي لسوريا جيمس جيفري وزيارة وزير الخارجية الألماني هيكو ماس قبل موعد اللقاء الثلاثي وتزامن التصريحات القادمة من قبل فرنسا وبريطانيا ووطبعًا الولايات المتحدة الأمريكية التي قالت بأنها تشارك وتتفهم مخاوف تركيا وبأن الهجوم على إدلب سيزيد الوضع سوءًا، ولو أضفنا عليهم التصريحات الإيجابية من قبل تركيا حول سير عمليات الاستلام والتسليم وتسيير الدوريات المشتركة في مدينة منبج كل هذه الأمور تعطي انطباعاً غير مباشر على أن هناك دعماً مبدئياً لتركيا في مسألة إدلب فالأمريكيون لا يريدون أن يتقدم الروس بسهولة باتجاه الشمال وفي نفس الوقت يريدون أن يدعموا تركيا في تلك المنطقة كمحاولة لإرضائها عن شرق الفرات والتي لا تنوي الولايات المتحدة الأمريكية أن تشارك أحداً فيها.
أما الأوروبيون فلا يريدون موجة أخرى من اللاجئين لأنهم يدركون أن تركيا لن تقبل أن تكون الطرف الوحيد في استضافة اللاجئين وأن تحمل عبئهم لوحدها وفي نفس الوفت هذه الدول تريد حلاً لإنهاء تواجد المقاتلين الأجانب في إدلب تخوفاً من عودتهم إلى بلادهم مما سيسبب مشاكل أمنية وقانونية لهم ولعلها هذه هي النقطة الوحيدة المشتركة بين كل هؤلاء الفرقاء ولكن الطريقة مختلفة عند كل واحد منهم.
روسيا وتركيا بدورهما مدركان تماماً لحساسية مصالح الطرف الآخر وهذا ربما يساعد أكثر في إيجاد حل شبه سلمي مع بعض الضربات العسكرية المنتقاة من قبل الطرفين دون العودة إلى مربع الحرب الأول والذي ترفضه تركيا بشكل كبير، ولهذا جاء تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا تولي اهتماماً كبيراً لمباحاثات قمة طهران وأن النتائج سوف تكون إيجابية، ولعل دلالة مكان انعقاد القمة تعطي انطباعاً بأن إيران هي أيضاً منفتحة على تفهم المصالح التركية في سوريا وخاصة أن طهران قد تحتاج أنقرة في قابل الأيام بعد تطبيق الولايات المتحدة الأمريكية الحزمة الثانية من العقوبات المفروضة على إيران.
الكل يضغط كي ينال مكاسب أكبر، والكل مدرك أن الزمن ليس لصالح أحد وأن اغتنام الفرصة هو العامل الأساسي لكسب المعركة، والكل مترقب كيف سيكون الوضع في إدلب وكيف ستكون مباحثات قمة طهران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس