ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ أيام والأحاديث تدور عن هجوم محتمل على إدلب (من جانب النظام وداعميه). على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة وتركيا والولايات المتحدة بأن هجومًا من هذا القبيل قد يسفر عن كوارث إنسانية، إلا أن روسيا وقوات الأسد التي تحاصر المدينة تقف موقف المتحفز للهجوم.
في الحقيقة، لم يكن أحد ينتظر حدوث أي تطور قبل انعقاد القمة الثلاثية في طهران بين تركيا وروسيا وإيران، بيد أن روسيا قصفت إدلب، على عكس التوقعات.
هذا الهجوم الذي وقع قبيل القمة، يمكن أن يُفسر على أنه رسالة روسية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مباشرة عقب نشر هذا الأخير تغريدة عن عملية مضادة محتملة. الرسالة الروسية مفادها أن الولايات المتحدة لا يمكنها عرقلة مخططات النظام السوري.
رسالة الهجوم لم تقتصر فقط على الولايات المتحدة، فهي موجهة أيضًا إلى تركيا. موسكو طلبت من أنقرة قبل قمة طهران توضيح موقفها، هل تقف مع روسيا والنظام في مسألة إدلب أم مع الولايات المتحدة؟
مما لا شك فيه أن المشهد شديد التعقيد بالنسبة إلى تركيا. فالأمر يتعلق بهجوم له نتائج ستؤثر عليها بشكل كبير. حتى أن أنقرة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا.
ماذا سيحدث إن توجهت موجة هجرة كبيرة نحو تركيا؟ الأمر لا يتعلق فقط بالناحية التي تهم أنقرة، كيف ستكون المأساة الإنسانية المستمرة منذ 7 سنوات، مع الهجوم المحتمل في إدلب؟
كيف يمكن التمييز بين المدنيين والمقاتلين في هذه المساحة التي يحتشد فيها أكثر من 3 ملايين شخص؟
علينا ألا ننسى أن عناصر المعارضة المحاصرين في معقلهم الأخير يإدلب لم يعد أمامهم أي مكان يلجؤون إليه، وليس لديهم ما يخسرونه.
هذا المشهد يزيد من أهمية القمة الثلاثية في طهران. تجلس تركيا إلى طاولة المفاوضات في سوريا كبلد قادر على التفاوض مع الولايات المتحدة وروسيا معًا، وعلى طرح سياسات مختلفة في ضوء مصالحه الخاصة.
الأنظار متجهة إلى أنقرة من أجل منع هجوم شامل ضد إدلب والحيلولة دون وقوع خسائر بشرية كبيرة فيها. الأمم المتحدة عقدت آمالها على قدرة تركيا على الإقناع في القمة المزمع عقدها في طهران.
بالنتيجة، تقع على عاتق تركيا مهمة خطيرة جدًّا في إدلب، الحلقة الأخيرة من السلسلة في سوريا. يتوجب عليها حماية نفسها، واتخاذ موقف يحول دون وقوع كارثة إنسانية وخيمة العواقب من جهة، وإقامة جسور مع بقية الأطراف عبر المفاوضات من جهة أخرى..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس