عدنان عبد الرزاق - العربي الجديد
يبدو أن صفحة الخلافات الألمانية - التركية قد طويت، أو تكاد، فاللقاء الذي جمع وزراء التجارة والمال والطاقة الأتراك، بنظرائهم الألمان ببرلين أخيرا، أسس على ما يبدو لانطلاقة جديدة، إن كان الاقتصاد عمودها الفقري بواقع الآمال لوصول حجم التبادل هذا العام إلى نحو 38 مليار دولار، فلا شك من توزع أطرافها لتطاول الاستثمارات والسياحة، بل وحتى الرياضة ودعم تركيا باستضافة كأس أوروبا عام 2024.
وأسس اللقاء الوزاري فيما أسس، لزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان نهاية الأسبوع الجاري، إلى ألمانيا ولقاء ممثلي ومديري كبرى الشركات، وإعطاء زخم جديدللعلاقات الثنائية، مع أكبر شركاء تركيا الاقتصاديين، بعد عامين من التوتر والمراوحة، كادا أن يقضيا على علاقة وطيدة وزيادة بحجم التبادل، ارتفعت 300% خلال سنوات حكم "العدالة والتنمية" وقت لم يزد حجم التبادل التجاري عام 2002 عن 13 مليار دولار.
لماذا "فرحت" تركيا بعودة العلاقات مع ألمانيا، وكست أخبار" الوفاق" صفحات الإعلام التركي، أمس واليوم، في حين لا تساوم تركيا على مبادئها واستقلالية قراراتها، حتى ولو فقدت العلاقات مع الولايات المتحدة، وقبلها روسيا التي تعد العمق الاستراتيجي لأنقرة وشريكها التجاري الأبرز.
ببساطة، لأن ألمانيا بطلة التصدير بالعالم، وتركيا تتصدر نسبة النمو عالمياً منذ عامين، بل وتتطلع خلال مئوية تأسيس الدولة، عام 2023 إلى دخول نادي الـ10 الكبار، بقوة وثقة، وسوء العلاقات مع ألمانيا، ينعكس سلباً، حتى على الحلم التركي. والعكس صحيح.
وأيضاً، ما أسست له زيارة الوزراء الأتراك أخيراً، أنها فتحت الباب وبعد زيارة الرئيس أردوغان المتوقعة بين 27 و29 سبتمبر/ أيلول الجاري، لزيارة وزيري الاقتصاد والطاقة الألمانيين لأنقرة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لاستكمال الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات حضّر لها الوزراء الأتراك وتحديد ملامح منتدى استثمار بين البلدين، يعوّل عليه باستقطاب الاستثمارات والأموال للداخل التركي ليعوّض أنقرة عن الاستثمارات الساخنة التي هاجرت إثر توتر العلاقات التركية - الأميركية أخيراً.
وأيضاً، لماذا ألمانيا، فلأنها بوابة أوروبا التي من خلالها ستعود العلاقات والاستثمارات ويتصاعد حجم التبادل والسياح، وربما الآمال بالدخول في الاتحاد الأوروبي، إذ بألمانيا نيف وثلاثة ملايين تركي، يمكن من خلالهم، بناء وتشبيك علاقات، ربما تتعدى الاستراتيجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس