ترك برس
ناقش خبراء خلال برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة القطرية، إحتمالات وجود تفاهمات تركية أميركية دفعت أنقرة إلى التريث في إطلاق عملية عسكرية جديدة بشمالي سوريا، ومواقف باقي الأطراف والقوى الإقليمية تجاه التحرك التركي المرتقب في الشمال السوري.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قررت التريث -لفترة لن تكون مفتوحة- في بدء عملية عسكرية شرق الفرات شمالي سوريا، بناء على اتصالات مع الأميركيين إثر إعلانهم سحب قواتهم من هناك.
وتعهد أردوغان بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) وحزب العمال الكردستاني (PKK) في شمالي سوريا خلال الشهور المقبلة.
في هذا السياق، أكد الإعلامي والكاتب الصحفي التركي رسول سردار أتاش أن أنقرة مرحبة جدا بقرار ترامب القاضي بالانسحاب، وهي بدورها اتخذت قرار التريث في عمليتها العسكرية شرق الفرات بعد مكالمة بين الرئيسين واتصالات أخرى، وذلك لتجنب إطلاق نيران صديقة وللسماح للأميركيين بانسحاب سلس من مواقعهم الكثيرة بالمنطقة.
وأضاف أتاش أن قرار الانسحاب الأميركي جرى التنسيق فيه بين البلدين ولا يزال يجري، إذ صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن هناك اجتماعا بين الطرفين سيعقد بواشنطن في يناير/كانون الثاني المقبل للتوافق على ترتيبات هذا الانسحاب، الذي قال أردوغان إنه لن يؤثر على محاربة "داعش" لأن بلاده -التي لديها ثاني جيش في حلف الناتو- ستواصل محاربتها كما فعلت سابقا.
وأوضح أن أنقرة سعيدة بالانسحاب لأنه يعني لها توقف الدعم الأميركي المقدم لقوات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا فرعا سورياً لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية وفقدت -خلال محاربتها له منذ عقود- الآلاف من جنودها، ومكافحته هي الأولوية الأولى لدى تركيا التي ترى أن محاربة "داعش" لا يمكن أن تتم عبر "منظمة إرهابية" أخرى مثل الكردستاني.
ودعا أتاش المجتمع الدولي -وخاصة أميركا والقوى الغربية- إلى إعادة النظر في دعم "الكيانات غير الحكومية مثل الوحدات الكردية" لأنها تشكل عامل اضطراب أمني في الدول الحليفة لها، فالحزب الكردستاني ماركسي العقيدة وبالتالي هو ضد مصالح أميركا وفرنسا بنفس درجة عداوته لتركيا التي هي حليفة لهما.
من جهة أخرى، يرى السفير الأميركي السابق لدى تركيا روبيرت بيرسون, أن قرار الانسحاب الأميركي لم يتم بتنسيق مع الأتراك أو غيرهم من أطراف الميدان السوري مثل روسيا وإيران.
وفسر ذلك بأن طريقة ترامب في اتخاذ قراراته تؤكد أنه يحب تركيز الإجراءات في يده فلا يسمح للوزارات ولا للحلفاء بالتدخل في قراراته، كما أنه يحب أن يظهر أنه يفي بوعوده الانتخابية، وأن يبرز في مظهر المنتصر على "داعش".
ووصف بيرسون خطوة الانسحاب من سوريا بأنها "خدمة كبيرة جديدة يقدمها ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، كما أن ترامب يحاول كسب رضا تركيا لتكمل شراء بطاريات باتريوت أميركية إذا وافق عليها الكونغرس، لأن ذلك يعني لترامب توفير آلاف الوظائف للناخبين الأميركيين، وهو في كل ذلك "يتحرك بدافع الغريزة التي يعتبرها أهم من المعلومات التي تقدم له".
وردا على السؤال هل قرار الانسحاب نهائي أم يمكن لترامب التراجع عنه خلال المئة يوم المقررة لتنفيذه؟ أجاب بيرسون بأنه لا يعتقد أن ترامب سيغير رأيه وإن ظل ذلك أمرا ممكنا لكون قراراته كثيرا ما تأتي بشكل مفاجئ ودون أي تنسيق، مشيرا إلى أنه يفكر أيضا في اتخاذ قرار بالانسحاب من أفغانستان.
وأضاف أن كثيرا من القادة الأميركان في الكونغرس ومن حلفاء واشنطن في العالم كفرنسا يشعرون بقلق من عدم تنسيق قرار الانسحاب من سوريا معهم، مؤكدا أن الأكراد هناك سيكونون تحت رحمة الأطراف الأخرى في المنطقة بمجرد إتمام الانسحاب الأميركي منها.
وفي وقت سابق، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الجنرال المتقاعد "مارك كيميت"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أقنع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بوضع علاقاته طويلة الأمد مع تركيا بعين الاعتبار، في جميع خططه بلاده بشأن سوريا.
وأكد أن تركيا، التي تمتلك أحد أكبر الجيوش في أوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لواشنطن. واعتبر قرار ترامب، الانسحاب من سوريا، "خطوة صائبة نحو تطوير العلاقات مع أنقرة".
وأضاف: "(الأتراك) قاتلوا معنا لسنوات في العديد من النزاعات.. علاقات واشنطن مع تركيا مهمة للغاية عند مقارنة ذلك بعلاقاتها مع عناصر أخرى".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!