ترك برس
قال الكاتب الصحفي برهان الدين ضوران، منسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (غير حكومية)، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استغلال تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، كورقة بيدها لتقليص دور إيران في المنطقة.
جاء ذلك في مقال للخبير التركي، نشرته صحيفة "صباح" التركية، تطرق فيه إلى مساعي واشنطن لخداع أنقرة فيما يخص المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وأضاف الكاتب أن واشنطن يبدو أنها أقنعت "ب ي د/ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" بفكرة المنطقة الآمنة شمالي سوريا، مستشهداً على ذلك بقبول القيادي في التنظيم الإرهابي، مظلوم كوباني، إدارة 5 كيلو متر من هذه المنطقة، من قبل قوة دولية.
وتابع قائلاً: "واشنطن مصرة على استخدام بي كي كي/ي ب ك" كورقة قوية بيدها. ولا تسخرها لعرقلة عودة داعش فقط، بل ترى فيها وسيلة فعالة لتقليص دور إيران في المنطقة. وفي هذا الإطار، يتحدث الإعلام الأمريكي مؤخراً حول احتمالية دخول تركيا في مرحلة انفتاح جديدة. ما يهمهم، هو ترك بي كي كي السلاح في تركيا، وفي نفس الوقت عملها كميليشيات وكيلة للأمريكان في سوريا والعراق."
وأوضح "ضوران" أن "الأمريكان يظنّون أنهم سيواجهون إيران عبر الاستعانة بتركيا وبي كي كي في آن واحد. إلا أن ترك بي كي كي السلاح، لا تحمل أية أهمية أو فاعلية لطالما استمرت العلاقة بين الولايات المتحدة وتنظيم ي ب ك في هذا المنوال. إلا أن أنقرة ترفض رفضاً قاطعاً شرعنة بي كي كي واستغلالها تحت مسميات مختلفة."
وأردف الكاتب: "المشكلة تكمن في أن الأمريكان يرون أن مصالحهم التكتيكية أهم وأولى من المصالح الوجودية والاستراتيجية التركية. بي كي كي/ي ب ك الذي دعموه لمحاربة داعش في السابق، يعملون الآن لاستخدامها في مواجهة إيران، متجاهلين أن هذا الأمر ترفضه أنقرة تماماً. إلا أن بقاء بي كي كي في سوريا والعراق على المدى المتوسط والبعيد، أمر غير ممكن قط."
وبحسب الخبير التركي، فإن "واشنطن التي لم تستنفر كافة إمكانياتها حتى الآن لواجهة إيران، ترتكب خطأ رئيسياً في هذا الخصوص. رغم أن العقوبات التي فرضتها على طهران، تؤثر سلباً بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، إلا أن النظام لدى الأخير لا يشبه أبداً عراق صدام حسين، ولا أفغانستان طالبان. إذ أنه يمكن أن تواصل مقاومتها مستعينة بوكلائها في المنطقة."
وأضاف: "في المقابل قد تفشل إدارة ترامب التي تزعم عدم رغبتها في الحرب، في إجبار جلوس طهران على الطاولة من خلال الاستعانة بـ بي كي كي أو الاعتماد على مواقف بعض البلدان الخليجية."
ويعتقد "ضوران" أن مواصلة واشنطن الانشغال بالخطوات التكتيكية دون إجراء تغييرات هامة في سياساتها المتعلقة بتركيا والشرق الأوسط، يفتح الباب أمام استغلال روسيا الفراغات التي تتشكل نتيجة هذه المستجدات.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه وفي هذا السياق "لا تزال الولايات المتحدة ترفض الاتعاظ من تسبب الحرب الداخلية السورية المعقدة في تقارب أنقرة وموسكو بسبب أخطاء واشنطن. الطمع في المكاسب التكتيكية المؤقتة يعزز من الخسائر الاستراتيجية."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!