ترك برس
كشفت صحيفة "صباح" المقربة من دوائر القرار في تركيا، عن كواليس اجتماع عسكري استضافه مقر رئاسة الأركان التركية في العاصمة أنقرة، وضم وفداً لوزارة الدفاع الأمريكي "البنتاغون" وعسكريون أتراك، حيث ناقشوا نقاطاً مختلف عليها حول المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها شمالي سوريا.
جاء ذلك في مقال نشرتها "صباح" للكاتب التركي أوكان مدرس أوغلو، ممثّل الصحيفة المذكورة في أنقرة.
وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى ضرورة عدم الاستعداد لتطورات ساخنة قد تنتج عن المباحثات التركية الأمريكية حول المنطقة الآمنة، مبيناً أن علاقات أنقرة وواشنطن تشهد في الوقت الحالي، اختبارات صعبة لا مثيل لها في التاريخ.
وأوضح الكاتب أن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية شرعتا بالالتقاء على بعض النقاط المشتركة حول المنطقة الآمنة التي تطلق عليها أنقرة اسم "ممر السلام"، مضيفاً: "إلا أن إشارات الاستفهام فيما يتعلق بثقة تركيا بالولايات المتحدة، لا تزال قائمة بعد!"
وحول ما دار في الاجتماع العسكري بالعاصمة أنقرة، قال "مدرس أوغلو" إن الجانب الأمريكي شرع في الكلام عبر الإشارة إلى تفهّمهم القلق الأمني لتركيا فيما يتعلق بالتطورات على حدودها الجنوبية مع سوريا.
في المقابل، شدّد العسكريون الأتراك على ضرورة تفعيل برنامج تدريب المعارضة السورية، مشيرين إلى الخطأ الذي ترتكبه واشنطن فيما يخص اعتماد تنظيم "ي ب ك" الإرهابي كـشريك إقليمي لها، وفقاً للكاتب.
وأضاف أن الجانب التركي تطرّق أيضاً إلى خارطة طريق منبج، مشيرين إلى عدم انسحاب عناصر التنظيم الإرهابي من منبج ذات الغالبية العربية من السكان، رغم ما تم الاتفاق عليه بين أنقرة وواشنطن ضمن إطار خارطة الطريق المذكورة، داعين في الوقت نفسه واشنطن للتخلّي عن سياسة المماطلة.
وبحسب الكاتب، فإن الجانب التركي أكدّ على إصرارهم بعدم السماح لتشكيل ممر إرهابي في شمالي سوريا على الحدود الجنوبية مع تركيا، مهما بلغت تكلفة ذلك.
وبالانتقال مرة أخرى إلى ملف المنطقة الآمنة، قال "مدرس أوغلو" إن الجانب الأمريكي "طرح مقترحات حول أن يكون عمق المنطقة الآمنة ما بين 4- 5 كيلو متر، أي دون ما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن يكون العمق 20 ميلاً/ 32 كيلو متر."
وأفاد أنه في نهاية الاجتماع، بدا أنه من الممكن حالياً وبشكل مبدئي فقط، القبول بأن يكون عمق المنطقة الآمنة 15 كيلو متر.
وتساءل الكاتب الصحفي "لكن في حال تعرضت المنطقة الآمنة لاحقاً لاعتداءات استفزازية أو إطلاق نار، كيف سيتم التعامل مع ذلك؟"، مضيفاً: "من الواضح أن الجواب على أسئلة كهذه، ستعتمد على آلية عمل مركز العمليات المشتركة بين أنقرة وواشنطن، وكيفية تفعيل لغة الدبلوماسية بين البلدين."
وأردف: "في السياق ذاته، نترقت نتيجة التعهدات التي يقدمها العسكريون الأمريكان للجانب التركي، حيث يؤكدون وبشدة على عزمهم استرداد الأسلحة الثقيلة التي بيد عناصر التنظيم الإرهابي. إضافة إلى هدم متاريس الإرهابيين القريبة من الحدود التركية، وانسحاب العناصر المسلحة نحو الدخل."
وأوضح أن "الجانب الأمريكي لا يعارض أيضاً استخدام أنقرة حقها في الدفاع المشروع تجاه أي اعتداء يطال المنطقة الآمنة لاحقاً، بل وأكثر من ذلك، يحق لها المتابعة والرصد المباشر في حال دعت الحاجة إلى ذلك."
واستطرد: "الوفد الأمريكي الذي وافق فوراً على دوريات الاستطلاع الجوية المشتركة، وتحليق الطائرات المسيرة فوق المنطقة الآمنة، لا يزال يماطل القبول لاستهداف المقاتلات التركية الأهداف الإرهابية، كما هو الحال في شمالي العراق."
واختتم "مدرس أوغلو" مقاله بالقول إنه "باختصار، تطهير شمالي سوريا من الإرهاب، مرتبط بقوة واستقرار مواقف تركيا السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي نهاية المطاف؛ القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا عاجلاً أو آجلاً. وستبقى عناصر هذه المنطقة معاً لوحدها، ليتم بعدها كسر الأيدي التي تحاول فتح أوراق الإرهاب!"
يُشار إلى أن أنقرة وواشنطن توصلتا في 7 أغسطس/آب الحالي، لاتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!