هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
"كل التطورات تشير إلى وجود فوارق كبيرة جدًّا بين المنطفة الآمنة التي نريدها والمنطقة الآمنة التي يفكر بها نظراؤنا (الأمريكيون)".
تواجه تركيا خطر ملايين اللاجئين الجدد من إدلب، وليس لديها فرصة الوقوف مكتوفة اليدين أكثر إزاء الوضع في شرق الفرات. كما قلت من قبل، نحن مصممون على بدء إنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات فعليًّا بالشكل الذي نريده".
كان هذا جزء من خطاب ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول في اجتماع لحزب العدالة والتنمية.
سنتناول التطورات الكامنة وراء رسائل أردوغان هذه، إضافة إلى استراتيجية أنقرة.
سئمت تركيا من مماطلة الولايات المتحدة ولعبها على حبلين. على الرغم من التحليق المشترك الثالث بالمروحيات بين تركيا والولايات المتحدة في إطار المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة إلا أن أي تقدم لم يسجل على أرض الواقع. لنتناول المسألة بندًا تلو الآخر.
- جلس الوفدان التركي والأمريكي إلى طاولة المفاوضات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن عمق المنطقة الآمنة سيكون 32 كم.
- وفق وصف أنقرة فإن الولايات المتحدة "تلعب على حبلين"، حيث تجري مباحثات مع تنظيم "ي ب ك" الإرهابي، الذي وافق على عمق يتراوح بين 5 و14 كم.
- جلس الوفد الأمريكي إلى الطاولة هذه المرة وهو يحمل طلب التنظيم الإرهابي، وهذا ما قابلته أنقرة بالاستنكار قائلة: "كيف تضعون أمامنا مطالب التنظيم الإرهابي؟".
- على الرغم من عدم تلبية طلب تركيا بخصوص عمق المنطقة الآمنة إلا أن الولايات المتحدة وعدت قبل شهر بأن تنظيم "ي ب ك" سوف ينسحب وأن مواقعه سوف تُدمر. لكن ما الذي حدث؟ لا شيء..
هذا ما دفع أردوغان إلى الإدلاء بتصريحاته أمس الأول. "عدم حدوث أي شيء" أو لعب الولايات المتحدة على الحبلين. لأنه على الرغم من الوعود الأمريكية لم يحدث تقدم باستثناء التحليق المشترك.
- مع أن أنقرة طلبت من الولايات المتحدة قطع علاقاتها مع التنظيم الإرهابي إلا أن واشنطن واصلت تدريب وتسليح عناصر التنظيم، ولم تتغير علاقتها معه.
- لم ينسحب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي. تريد أنقرة أن تتأكد قواتها الأمنية بنفسها من الانسحاب في حال حدوثه. باختصار تطلب أن يكون لها وجود عسكري في المنطقة.
خلال المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين تحدثت أنقرة عن ما سلف ذكره، ووجهت أيضًا تحذيرًا لواشنطن بشأن "مماطلتها وتقاعسها".
سيتحدث أردوغان للمرة الأخيرة مع ترامب عن آخر التطورات وعزيمة أنقرة في نيويورك التي يزورها للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بين 21 و25 سبتمبر الجاري.
فإما أن تلتزم الولايات المتحدة بتعهداتها، وإما أن تحك تركيا جلدها بظفرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس