ترك برس
شهدت الأيام الأخيرة، خلافاً في صفوف حلف شمال الأطلسي "ناتو"، حول نشر خطة أمنية عسكرية للحلف، حول تركيا وأخرى متعلقة بدول البلطيق.
وكالة الأنباء الرسمية التركية "الأناضول"، تناولت الموضوع في تقرير لها، قالت إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم "ي ب ك/ب ي د/بي كا كا" الإرهابي، شكّل تأثيراً سلبياً على المخططات الأمنية لحلف شمال الأطلسي "ناتو".
ومؤخراً، اعترضت واشنطن على نشر خطة أمنية لـ"ناتو" خاصة بتركيا، تعتبر "ي ب ك/ب ي د/بي كا كا" الإرهابي، تهديداً ضد أنقرة، ما دفع الأخيرة للاعتراض على خطة مماثلة للحلف، متعلقة بدول البلطيق.
ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية تركية، أنه توجد خطتان أمنيتان لـ "ناتو"، أحدهما متعلّق بتوفير أمن دول البلطيق ضد روسيا، والثانية متعلقة بتركيا ضد التهديدات الإرهابية التي تواجهها من حدودها الجنوبية، مبينة أنه كلّ عامين، يتم تحديث الخطتين المذكورتين، ونشرهما بعد مصادقة مجلس "ناتو" عليهما.
وفي هذا الإطار، صادق مجلس "ناتو" على الخطط الأمنية التي تم تحضيرها مؤخراً، لكن وبالرغم من المصادقة عليها، عارضت واشنطن على خطة أمنية من بينها، تعتبر "ي ب ك/ب ي د/بي كا كا" الإرهابي ضمن التهديدات التي تواجه تركيا، لتنضم بعد ذلك بلدان أخرى إلى الولايات المتحدة في الاعتراض على الخطة.
وبحسب مسؤولين أتراك، فإنه في حال نشر هذه الخطة الأمنية، ستتعرض الولايات المتحدة للمساءلة القانونية بسبب دعمها لتنظيم "ي ب ك/ب ي د" الإرهابي.
في المقابل، ردّ المسؤولون الأتراك لدى "ناتو" على الخطوة الأمريكية هذه، بالاعتراض على خطة أمنية أخرى حول دول البلطيق.
وطالب المسؤولون الأتراك خلال اجتماع وزراء خارجية "ناتو"، المنعقد في بروكسل يوم 20 نوفمبر/كانون الثاني الجاري، إبداء الدول التي دعمت الخطة الأمنية الخاصة بدول البلطيق، الموقف نفسها تجاه الخطة الأمنية المتعلقة بتركيا.
وفي هذا السياق، يبذل الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، جهوداً للتوصل إلى حل وسط لهذه الأزمة، تزامناً مع مواصلة مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية التركيتين، تقييمهم للأمر، وسط تأكيدهم انفتاحهم على كافة المقترحات.
وأمس الأربعاء، جرت محادثة هاتفية بين وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، والأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ.
واكتفت المصادر الدبلوماسية التركية، بالإعلان عن المحادثة الهاتفية فقط، دون ذكر تفاصيل أكثر حول فحواها.
وشكّلت عضوية تركيا لدى حلف شمال الأطلسي، جدلاً واسعاً خلال المرحلة الأخيرة، وبالأخص بعد إقدام أنقرة على شراء منظومة صواريخ "إس 400" الروسية، وتعزيزها علاقاتها بالمعسكر الشرقي المتمثّل في موسكو وبكين، الأمر الذي دفع المحور الغربي وخاصة البلدان الأوروبية، لاستنكار الموقف التركي، وسط دعوات لإقصائها من صفوف "ناتو".
إلا أن ستولتنبرغ، أكد ولمرات عدة، على أهمية واستراتيجية المكانة التركية لدى الحلف، وتعزيز أمن حدوده الجنوبية.
بدورها، قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن لتركيا أهمية استراتيجية لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مؤكدة على ضرورة استمرار عضويتها فيه.
وأشارت في كلمة لها أمس الأربعاء، لدى المجلس الفيدرالي الألماني، إلى أهمية "ناتو"، في ظل إحياء الذكرى الـ 70 لتأسيسه.
وأضافت: "تركيا تتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة للناتو، ويتوجب استمرار عضويتها فيه، وعلينا أن نبذل الجهود من أجل ذلك."
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن على حلف شمال الأطلسي أخذ التهديدات التي تطال الأمن القومي التركي على محمل الجد.
وأضاف في تغريدة نشره على حسابه الخاص في "تويتر"، أنه "يجب على الحلفاء في الناتو أخذ التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي التركي على محمل الجد، ويجب العمل معا للتغلب على هذه التهديدات".
وشدد متحدث الرئاسة التركية على أن تركيا عضو قوي في الناتو، وتشكل ثاني أكبر جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار قالن ، إلى رغبة أنقرة في الانضمام للاتحاد الأوروبي بشكل كامل، مبينا أن الانضمام إلى الاتحاد ما يزال هدفا استراتيجيا بالنسبة لأنقرة.
وكان الرئيس الفرنسي قد وصف الناتو بأنه "في حالة موت سريري" في تصريحات أدلى بها في مقابلة مع مجلة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية مطلع الشهر الجاري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!