هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
شرق البحر المتوسط من أكثر المناطق حساسية حاليًّا في العالم. بعد اكتشاف موارد الغاز الطبيعي الغنية في المنطقة، تمارس اليونان وجنوب قبرص سياسات لحبس تركيا في مساحة بحرية صغيرة.
غير أن تركيا تملك أطول ساحل على البحر المتوسط. كما أن القبارصة الأتراك لهم بطبيعة الحال حقوق ومصالح في المنطقة التي يعيشون فيها.
الحل الأمثل والأكثر استدامة هو إقامة تعاون بين القبارصة الأتراك واليونانيين، لكن من الصعب تحقيق ذلك. فاليونان وجنوب قبرص وقعتا الكثير من الاتفاقيات مع مصر وإسرائيل للالتفاف على مصالح الجانب التركي.
ولا تقتصر الاتقاقيات المذكورة على قضايا الطاقة فحسب، بل تمتد إلى المجالين العسكري والاستخباري.
كانت الاتفاقية المبرمة بين تركيا وليبيا بمثابة مفاجأة بالنسبة للجميع. أقامت أنقرة تعاونًا مع الحكومة الليبية المشروعة والمعترف بها من جانب المؤسسات الدولية، بهدف تحديد مناطق الصلاحية البحرية في المتوسط.
أقرت السلطات التشريعية في كل من البلدين الاتفاقية، وعقب الإعلان عنها في الجريدة الرسمية ستبدأ إجراءات تسجيلها في الأمم المتحدة.
ثارت ثائرة اليونان وقررت طرد السفير الليبي لديها ردًّا على الاتفاقية. كما أن أثينا تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة باتجاه دفع الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة ضغوط على ليبيا.
تركيا أعلنت استعدادها لإقامة تعاون مماثل مع جميع البلدان في شرق المتوسط. العلاقات بين أنقرة والقاهرة لا يمكن أن تستمر على المستوى المنخفض الحالي إلى ما لا نهاية.
أعتقد أن البلدين الهامين في المنطقة تركيا ومصر يمكنهما مناقشة هذه المسألة عندما تتشكل الأرضية والأجواء المناسبة، والأمر نفسه يندرج على إسرائيل.
على الرغم من كل الخلافات اتضح مرة أخرى في قمة الناتو بلندن أن تركيا قوة إقليمة هامة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تكفلا بنفسيهما بالرد على الشكوى المستمرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تركيا.
أعتقد أن جنوب قبرص واليونان سوف تدركان في نهاية المطاف بأن تهميش وإقصاء تركيا في شرق المتوسط لن يؤدي إلى حل دائم، تمامًا كما هو الحال في العراق وسوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس