ترك برس
اختتم مؤتمر برلين حول ليبيا، أعماله، مساء الأحد، في العاصمة الألمانية، بعد أن استغرق قرابة 4 ساعات.
وكان من بين الزعماء المشاركين، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث عقد عدداً من اللقاءات الثنائية المنفصلة على هامش المؤتمر، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.
وعقب المؤتمر، عقدت ميركل، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ووزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، والمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة.
واتفق المشاركون في مؤتمر برلين، على احترام قرار الأمم المتحدة بحظر نقل الأسلحة إلى ليبيا ووقف دعم الأطراف المتحاربة عسكرياً، داعين إلى وقف إطلاق نار دائم في هذا البلد.
ودعت الدول المشاركة في المؤتمر، في بيان مشترك صدر في ختام المؤتمر إلى إجراء انتخابات في ليبيا، وتأسيس حكومة موحدة وفعالة.
وجاء في البيان الختامي: "ندعو جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة"، مضيفاً: "ندعم تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب"
وتابع: "ندعم تأسيس منظومة أمن وطنية موحدة بليبيا تحت سيطرة السلطة المركزية والمدنية".
وتوجه المشاركون في مؤتمر برلين "بنداء إلى الأمم المتحدة لتأسيس لجان تقنية لضبط ومراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في ليبيا".
كما دعا المشاركون كذلك إلى وقف دائم وفعلي لإطلاق النار في ليبيا، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة طرفي النزاع إلى تشكيل "لجنة عسكرية" مؤلفة من عشرة مسؤولين عسكريين، خمسة من كل طرف، من أجل تعزيز وقف إطلاق النار.
ومن بين البنود الأخرى للبيان الختامي:
- دعوة الأطراف الليبية وداعميهم إلى إنهاء الأنشطة العسكرية.
- إنشاء لجنة مراقبة دولية، برعاية الأمم المتحدة، لمواصلة التنسيق بين كافة الأطراف.
- لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، ومثل هذه المحاولات لن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة لليبيين.
- العودة إلى المسار السياسي لحل النزاع.
- ضرورة حل الأزمة الليبية بواسطة الليبيين أنفسهم من دون تدخل خارجي.
- دعوة جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
- دعم تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة، تحظى بمصادقة مجلس النواب.
- دعم تأسيس منظومة أمن وطنية موحدة في ليبيا، تحت سيطرة السلطة المركزية والمدنية، وقصر استخدام القوة على الدولة وحدها.
- توزيع عادل وشفاف لعائدات النفط، والامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية.
وشارك في المؤتمر كل من الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، ألمانيا، تركيا، إيطاليا، مصر، الإمارات، الجزائر والكونغو، إضافة إلى الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
كما تواجد في برلين وقت انعقاد المؤتمر، كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليًا، فائز السراج، واللواء متقاعد خليفة حفتر، الذي تنازع قواته الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وبمبادرة تركية روسيا، يتواصل منذ 12 يناير/ كانون ثانٍ الماضي وقف هش لإطلاق النار بين قوات طرفي النزاع في ليبيا، في ظل ارتكاب قوات حفتر خروقات متكررة.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/ نيسان الماضي، هجومًا للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة المعترف بها دوليًا؛ ما أجهض آنذاك جهودًا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
وفي كلمة له خلال المؤتمر المؤتمر الصحفي الموسع عقب مؤتمر برلين، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن كافة الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين تعهدت بدعم وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأعرب غوتيريش عن أمله في أن تساهم الالتزامات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر في حل دائم للأزمة الليبية.
وجدد غوتيريش رفضه الحل العسكري للصراع في ليبيا، مضيفاً: "توصلنا إلى مرحلة يمكننا فيها عقد اجتماع للجنة عسكرية ليبية في جنيف خلال الأيام المقبلة".
وأوضح أن المشاركين في مؤتمر برلين شددوا على ضرورة حلّ الأزمة الليبية بالطرق السلمية، وأكدوا استحالة الحل العسكري.
وذكر بأن المشاركين تعهدوا بتجنب التدخل في الصراع الليبي أو في الشؤون الداخلية لهذا البلد.
وأردف قائلا: "طالبنا جميع الجهات الفاعلة بالابتعاد عن الأعمال التي من شأنها أن تزيد من حدة الصراع في ليبيا".
وأشار غوتيريش إلى أهمية العودة للمسيرة السياسية في ليبيا. داعيا في الوقت نفسه الالتزام بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!