ناجيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
إدلب تحترق. استشهد سبعة جنود أتراك ومدني تركي في هجوم شنه النظام السوري، وأجبر نحو 400.000 شخص، 80٪ منهم من النساء والأطفال، على النزوح إلى الحدود التركية، وهناك 100.000 آخرون في الطريق بينما يواصل النظام ذبح المدنيين.
انتقمت أنقرة من الهجمات العسكرية من النظام السوري بإرسال قافلة عسكرية كبيرة إلى إدلب لأغراض أمنية، حيث تواصل تركيا الرد بقوة على جميع هذه الهجمات. وقالت وزارة الخارجية إن تعزيزاتها تعرضت للنيران رغم الإخطار المسبق بإحداثياتها. لكن روسيا ادعت أن القوات التركية تعرضت لإطلاق النار بسبب عدم وجود مثل هذه الاتصالات.
لكن هذا التفسير ليس مرضيا. تركيا مستعدة للحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، لكن ذلك لن يمنعها من الرد على هجمات نظام الأسد.
في مؤتمر صحفي قبل مغادرته متوجهاً إلى أوكرانيا، قال الرئيس رجب طيب أردوغان "من يختبرون عزم تركيا بمثل هذه الهجمات الدنيئة سوف يفهمون خطأهم. لا يمكن أن نظل صامتين عندما يستشهاد جنودنا".
أجرى أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء، أبلغه فيها أردوغان أن تركيا ستواصل استخدام حقها في الدفاع عن النفس ضد هجمات مماثلة، وأكد أهمية جهود السلام المشتركة في البلاد.
تحسنت العلاقات بين تركيا وروسيا لبضع سنوات، على الرغم من دعمهما للأطراف المتصارعة في النزاعات في سوريا وليبيا. لكنني أعتقد أنه أنه على الرغم من التناقضات الواضحة، فإن التعاون بين البلدين عميق واستراتيجي بما فيه الكفاية للحفاظ على وتيرته.
على أن إدلب ما تزال قنبلة موقوته. وقد حذر المسؤولون الأتراك من أزمة إنسانية وشيكة، لكن يبدو أن نظام الأسد المدعوم من روسيا يتجاهل الآلاف من الأرواح البريئة المعرضة للخطر.
في إدلب، تقاتل قوات المعارضة التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام وغيرها من الجماعات النظام. تشن قوات الأسد وروسيا هجوما على المدينة دون مراعاة العدد الكبير من السكان المدنيين المقيمين فيها. وهذا هو السبب في أن تركيا تحث النظام على وقف الهجمات، إذ يقتل مئات الأشخاص كل يوم تقريبًا.
هناك مذبحة مستمرة والعالم يراقب. تحاول تركيا دفع جميع الجهات الفاعلة المعنية إلى الاضطلاع بدورها في إنهاء الحرب. تزهق الأرواح في هذا الصراع، لكن جهود تركيا لإنهاء الأزمة الإنسانية ستستمر. لا ينبغي أن ننسى أن تركيا لديها 12 مركز مراقبة عسكري موزعة حول إدلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع روسيا. وقد وقع هجوم النظام في أماكن انتشار القوات التركية.
تستمر أنقرة في استضافة نحو 3.6 مليون سوري يمثلون إلى حد بعيد أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، بينما يتجمع المزيد من اللاجئين على حدودها. ينبغي أن يرى العالم جهود تركيا من أجل السلام والوضع الإنساني الصعب الذي تواجهه على حدودها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس