ترك برس
تواصل جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد"، للعام الثالث على التوالي، إحياء تقليد عثماني قديم في مساعدة الفقراء والمحتاجين.
وفي إطار مبادرة أطلقتها في ولاية قونية وسط التركية، قام أعضاء "موصياد" بشراء دفاتر الديون من 16 محلاً تجاريا، وتسديد ديون أصحابها.
المحلات التجارية التي جرى تحديدها مسبقًا، شهدت إغلاق ديون 350 شخصًا خصوصًا ممن يواجهون صعوبات في الدفع بسبب تراكم الأعباء الاقتصادية على خلفية انتشار فيروس كورونا.
ويسعى أعضاء جمعية موصياد، من خلال حملة شراء دفاتر الذمم من المحلات التجارية والبقالين بولاية قونية، إلى تقديم مساهمة كبيرة في التضامن الاجتماعي من خلال دفع هذه الديون.
وفي معرض تعليقه على المبادرة المذكورة، قال نائب رئيس فرع قونية لدى جمعية "موصياد"، حلمي قاغنيجي، إنهم عملوا قبل 3 سنوات على إحياء تقليد شراء دفاتر الذمم من المحلات التجارية والبقالين في ولاية قونية لسداد الديون نيابة عن المديونين.
وأضاف أن تقليد شراء دفاتر الذمم يعدّ عادة عثمانية متجذّرة وقديمة، كانت تجري في العهد العثماني من خلال توجه المحسنين وميسوري الحال إلى المحلات التجارية والبقاليات في الأحياء الفقيرة لشطب ديون المديونين، وفقاً لما نقلته "الأناضول."
ولفت إلى أن أعضاء الجمعية "رغبوا بإحياء هذا التقليد، وأجروا زيارات في هذا الإطار شملت مجموعة من المحلات التجارية والبقاليات في الأحياء التي يعيش فيها ذوو الدخل المنخفض"، مضيفاً أن أعضاء موصياد "يعملون من خلال إحياء هذا التقليد للحفاظ على إرث الأجداد، وجعل هذا الإرث نموذجًا ومثالًا يحتذى به للتضامن الاجتماعي".
وأردف أن أعضاء موصياد "تواصلوا مع أصحاب المحلات التجارية والبقاليات في المناطق المذكورة بمدينة قونية، حيث جرى تزويدهم بقائمة الأسر الأكثر تضررًا على الصعيد الاقتصادي خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا".
وأوضح قاغنيجي، أنه "وفي إطار هذه المبادرة، جرى شراء دفاتر ديون من 16 محلا تجاريا حددت مسبقًا، وتم إغلاق ديون 350 شخصًا خصوصًا ممن يواجهون صعوبات في الدفع بسبب تراكم الأعباء الاقتصادية".
وأشار إلى أن "متوسط قيمة الحساب الواحد للأشخاص الذين جرى شطب ديونهم بلغ ما بين 4 إلى 5 آلاف ليرة تركية".
واعتبر قاغنيجي، أن هذه الطريقة "تساهم في شطب ديون الأشخاص ذوي الدخل المنخفض وفي الوقت ذاته نلبي الاحتياجات النقدية لمحلات البقالة".
ولفت إلى أن مبادرة موصياد "عملت على المساهمة في القضاء على مشاكل الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، وذلك في حدود الإمكانيات المتوفرة".
واستطرد: "بعض أصحاب المتاجر والبقاليات ممن لا يعرفون تقليد شراء دفاتر الذمم، فوجئوا للغاية بهذه المبادرة"، مؤكداً أن أعضاء موصياد "سيواصلون إحياء هذا التقليد للمساهمة في تعزيز الترابط والتضامن الاجتماعي، وتخفيف الضغوط الاقتصادية عن كاهل الأسر من ذوي الدخل المنخفض".
من جهته، قال أحمد يمان صاحب أحد محلات البقالة في منطقة "مرام" بمدينة قونية، إن جمعية موصياد "دفعت ديون 7 أشخاص من زبائنه الذين يواجهون صعوبات في الدفع بسبب تركم الأعباء الاقتصادية".
وأضاف "يمان" أنه "يعمل في منطقة مرام منذ سنوات عديدة، ويعرف الوضع المالي لزبائنه بشكل جيد، لاسيما الأسر المتضررة بسبب انتشار فيروس كورونا".
وأشار إلى أنه "زود أعضاء الجمعية بأسماء الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في دفع ديونهم، وأنهم دفعوا ديونهم كاملة"، معرباً عن أمله في استمرار احياء هذه العادة العثمانية القديمة لما لها من أثر بارز في نفوس الأسر المحتاجة والتخفيف من أعبائها الاقتصادية.
جدير بالذكر أن عادة شراء دفاتر الذمم من المحلات التجارية والبقالين لسداد الديون نيابة عن المديونينن تعدّ عادة عثمانية متجذرة وقديمة، يجري إحياؤها خلال شهور رمضان المباركة.
وكانت هذه العادة تجري في العهد العثماني، من خلال توجه المحسنين وميسوري الحال إلى المحلات التجارية والبقاليات في الأحياء الفقيرة لشطب ديون المديونين.
وتأسست جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد"، في مدينة إسطنبول عام 1990 من قبل مجموعة من رجال الأعمال الأتراك.
وتضمّ حاليا 7.500 رجل أعمال تركي، و35 ألف شركة، و1.5 مليون عامل، ولها 76 مكتب تمثيلي في جميع أنحاء تركيا، و149 نقطة تواصل في 56 دولة حول العالم.
وتُساهم جمعيّة "موصياد" بنسبة 18 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي لتركيا، أي ما يُعادل 147.6 مليار دولار عام 2013، حيث وصل الناتج القومي الإجمالي التركي إلى 820.2 مليار دولار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!