ترك برس
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها في القاهرة، ديكلان والش، عن التطورات الأخيرة في ليبيا بعد نجاح حكومة الوفاق الوطني الشرعية المدعومة من تركيا في طرد قوات خليفة حفتر من الغرب الليبي.
وكتب والش إن تركيا أذلت روسيا والإمارات أكبر داعمين أجنبيين لحفتر، بعد أن نجحت قوات الوفاق في ضرب أكثر من منظومة بانتسير الدفاعية الروسية التي اشترتها الإمارات وزودت بها حفتر.
وأضاف أن سلسلسة الانتصارات السريعة التي حققتها القوات التابعة لحكومة الوفاق بدعم من تركيا وجها شربة قوية لطموح خليفة حفتر ،وجعلت روسيا والإمارات تواجه خيارات صعبة، كما أشارت إلى وصول تركيا كقوة حاسمة محتملة بين القوى الأجنبية التي تناضل من أجل السيادة في أكبر منطقة في الشرق الأوسط.
ولفت والش إلى أن هذه الانتصارات كانت انعكاسا لموازين القوي، فبعد حصار حفتر لطرابلس، أرسل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوات وطائرات بدون طيار مسلحة في كانون الثاني/ يناير. وكان هذا أقوى تدخل لتركيا في الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية منذ أكثر من قرن.
وفيما يتعلق بتهديدات قائد سلاح الجو في قوات حفتر بشن ما أسماه أكبر حملة جوية في التاريخ الليبي على أهداف تركية في طرابلس، أشار والش إلى أن خطوة حفتر التالية سيحددها رعاته في موسكو والقاهرة وأبو ظبي الذين دعموا هجومه الذي استمر 14 شهرًا على طرابلس.
لكنه لفت إلى أن أي عمل عسكري روسي علني سيكون تصعيدًا كبيرًا من جانب موسكو التي مارست حتى الآن نفوذها في ليبيا من خلال المرتزقة من مجموعة فاغنر التي لعبت دورًا رئيسيًا في تقدم السيد حفتر على طرابلس آخر مرة. خريف.
وينقل عن ستيفاني وليامز المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا، أن نقل طائرات روسية إلى ليبيا كانت على الأرجح إشارة من الكرملين إلى تركيا لإبطاء هجومها والتحول إلى حل تفاوضي.
وقال ولفرام لاخر، المتخصص في شؤون ليبيا بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: "لقد حدث تغير كبير في التوازن العسكري. يمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة على معنويات قوات حفتر، وتماسك تحالفه."
ووفقا للصحيفة، فإن هذه الانتصارات دقت أجراس الإنذار في مصر، حيث الرئيس عبد الفتاح السيسي، العدو اللدود للرئيس أردوغان، الذي ألمح إلى أن تركيا يمكن أن تعزز نفوذها الجديد لإقامة وجود عسكري دائم في ليبيا.
ورأى في ختام تحليله أن فرص التوصل إلى تسوية حقيقية في ليبيا تبدو ضئيلة في ظل انقسام المجتمع الدولي حول ليبيا ،وإن أفضل أمل في الوقت الحالي هو أن ينضم حفتر إلى المفاوضات السياسية.
وينقل عن المحلل طارق مجريسي، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن "نافذة الفرص الأوروبية في ليبيا تغلق. أوروبا بحاجة إلى التحرك بسرعة، إذا أرادت حماية دورها كحاجز ضد التدخل الروسي، ومنع تطور نزاع آخر على غرار سوريا في جوارها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!