مدونة إسطنبول بير إيطالياني - ترجمة وتحرير ترك برس
تعرض المسلسلات التلفزيونية التركية على القنوات الإيطالية حاليا على نطاق واسع. لقد بدأت هذه الظاهرة عند عرض أول مسلسل تلفزيوني تركي على قناة عامة إيطالية "كانالي 5" باسم "موسم الكرز" والذي لاقى إعجابا كبيرة من قبل الجمهور الإيطالي. وعلى إثر هذا النجاح، عُرض على قناة "فوكس لايف" مسلسل الكوميديا الرومانسية "اسمه السعادة" والذي حظي بمتابعة كبيرة.
فتح نجاح هذين المسلسلين الأبواب أمام عرض المسلسلات التركية الأخرى في القنوات الإيطالية، كما ظهرت مجموعات المعجبين بالممثلين والممثلات الأتراك. ويعود الإعجاب أساسا إلى أن معظم أبطال هذه المسلسلات ممثلون شباب موهوبون، يجسدون قصصا عن الحب والعمل والصداقة والأحلام والحسد ضمن واقع اجتماعي متنوع في إسطنبول. وفي حقيقة الأمر، تم تصوير معظم المسلسلات التركية في إسطنبول، وهو ما أحبّه الجمهور التركي، وأحبّه لاحقا الجمهور الأوروبي. كما تنوّع الإنتاج الدرامي التركي مع مرور الوقت ولم يُركز فقط على القصص الرومانسية، بل ظهرت مسلسلات جريمة، ومسلسلات تاريخية، وبعض مسلسلات الفانتازيا والخيال.
تُعبّر أغلب هذه المسلسلات عن خصائص المجتمع التركي المعاصر، بالتركيز على فئة الشباب الذي لا يختلف إطلاقا عن الشباب في جميع أنحاء العالم. حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام هي أن تركيا من بين أولى دول العالم التي تعمل على إنتاج المسلسلات التلفزيونية لتصديرها إلى الخارج، وتحوّلت بذلك إلى تجارة حقيقية تساعدها على تنمية الاقتصاد المحلي.
يرى المنتقدون أن هذه المسلسلات تلعب دورا دعائيا وتُستخدم لنشر تصورات معينة عن المجتمع، وهي بالأساس تصورات تقدمية. بينما يرى المؤيدون في هذه المسلسلات تعزيزًا للقيم الحداثية مثل تحرر المرأة.
في الواقع، أسهمت تلك المسلسلات في التعريف بإسطنبول وتركيا عموما، وقد اهتم الكثير من الناس في السنوات الماضية بزيارة بتركيا لأنهم أرادوا التعرف إلى الأماكن التي تُصوّر فيها تلك المسلسلات.
أنشأت غايا سيلفستر مع فرانشيسكا شيانشي نادي للمعجبين بالممثل التركي جان يامان، وهناك العديد من الصفحات الإيطالية التي تهتم بالمسلسلات التركية على مواقع التواصل الاجتماعي. الأمر الأكثر أهمية هو أن هذه المسلسلات قدمت صورة إيجابية عن تركيا، مختلفة عن تلك الصورة السلبية التي تسعى بعض الأطراف إلى ترسيخها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!