ترك برس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف في حقل "صقاريا/طونا–1"، يبلغ الآن 405 مليارات متر مكعب، بعد اكتشاف مكامن جديدة.
وقال أردوغان في تصريحات السبت، إن سفينة الفاتح للتنقيب ستواصل عملها في "بئر توركالي–1" اعتبارا من الشهر المقبل، بعد خضوعها لأعمال صيانة في ميناء فيليوس.
وأضاف: "ننتظر وصول أخبار سارة من بئر توركالي–1 في أقرب وقت إن شاء الله. وسنعمل على نقل الاحتياطي من الغاز الطبيعي البالغ 405 مليارات متر مكعب الذي اكتشفناه في بئر طونا–1 إلى أراضينا عبر منصة سننشئها خلال الفترة المقبلة، وسندمجه في نظام من أجل الاستفادة منه في كافة أنحاء بلدنا".
إعلان أردوغان، عن الاكتشاف الجديد للغاز الطبيعي، أثار تساؤلات واسعة عن أهمية هذه الاكتشافات، ومتى سيتم استخراج الغاز من الحقول الجديدة وانعكاسات ذلك السياسية والاقتصادية على تركيا.
وتسعى تركيا من خلال الاكتشافات المتتالية للغاز الطبيعي في البحر الأسود إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي المحلي، والحد من اعتمادها على الخارج في تلبية احتياجات أسواقها من الطاقة.
ووفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، تستحوذ فاتورة الطاقة على الحصة الأكبر من إجمالي واردات تركيا التي بلغت 202.7 مليار دولار بقيمة وصلت في 2019 إلى 41.18 مليارا (أي نحو 17 بالمئة من إجمالي فاتورة الواردات). فيما يبلغ حجم استهلاك تركيا نحو 45 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
وتوقعت هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا (EPDK) أن يبلغ حجم الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي نحو 52 مليار متر مكعب مع نهاية عام 2020، دون أن تعلن عن الاستهلاك الفعلي للعام 2019.
وتقدر بعض الدراسات أن ينمو الاستهلاك المحلي في تركيا من الغاز الطبيعي إلى 70 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
وفي المقابل تنتج تركيا نحو واحد بالمئة فقط من احتياجاتها من الغاز (أقل من 400 مليون متر مكعب سنويا)، وتحتل المرتبة 73 في قائمة الدولة المنتجة للغاز، لذا فإن أي اكتشاف جديد سيكون مهما بالنسبة لتركيا لتغطية نسبة أكبر من احتياجات السوق المحلي.
ويرى رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم التركية، عبد المطلب إربا، أن اكتشافات الغاز الجديدة ستمنح تركيا قوة اقتصادية كبيرة تدعم مواقفها السياسة ودورها الفاعل إقليميا ودوليا.
وقال في حديث لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، إن "تركيا امتلكت تكنولوجيا متطورة في مختلف المجالات، وكان ينقصها الطاقة، وهذه الاكتشافات ستعالج ذلك".
ولفت إربا، إلى أن هذه الاكتشافات جذبت الاهتمام الأمريكي والغربي، وجعلت من تركيا رقما صعبا في المعادلة الإقليمية، قائلا: "أصبح الآن من الصعوبة بمكان استبعاد تركيا في أي حلول تتعلق بقضايا الشرق الأوسط".
وعلى الصعيد الداخلي، اعتبر إربا هذه الاكتشافات مصدر تحفيز قوي للمواطن التركي على العمل المربوط بالأمل في تحسن أوضاعه الاقتصادية والمعيشية خلال السنوات القليلة المقبلة.
من جانبه، أكد الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، أن تركيا ستكون لاعبا مؤثرا في مجال الطاقة خلال الفترة المقبلة ليس بسبب اكتشافات الغاز الجديدة فقط بل بموقعها الاستراتيجي كجسر يربط شرق المتوسط وأيضا آسيا مع أوروبا.
وأشار إلى أن تركيا تطمح أن تكون لاعبا هاما في سوق الغاز العالمي من خلال الاكتفاء الذاتي والتصدير وتقليل الاعتماد على الاستيراد من إيران وروسيا، إلى جانب كونها مركزا إقليميا لنقل غاز آسيا الوسطى إلى أوروبا.
وعن حجم الاكتشافات التي بلغت 405 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، قال إسماعيل: "هذا رقم مبدئي، لأن المسؤولين الأتراك يتحدثون عن اكتشافات أخرى سيعلن عنها مستقبلا". وفق "عربي21".
وتابع: "قد تغطي الاكتشافات الجديدة جزءا كبيرا من الاستهلاك المحلي، ولكن تركيا تطمح أن تصدر الغاز الطبيعي"، متوقعا أن يتم ضخ الغاز المكتشف في الأسواق خلال 3 أو 4 أعوام.
وفيما يتعلق بانعكاسات هذه الاكتشافات على الاقتصاد التركي، قال إسماعيل إن تركيا تنفق ما يزيد عن أربعين مليار دولار على فاتورة الطاقة، وهو ما سيقلل أعباء كثيرة عن الموازنة التركية.
وسيدعم ذلك سعر صرف الليرة مع تراجع الاعتماد على الدولار، فضلا عن أنه سيجذب شركات كبرى للاستثمار في هذا المجال، وسيدعم القطاع الصناعي والخزينة والمستهلكين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!