ترك برس
بالرغم من أن الفتيات المقيمات في مرتفعات آغري، يساعدن عوائلهن في تربية ورعاية الحيوانات لأنها مصدر رزقهم الوحيد، إلا أنهن لا يهملن دراستهن ولا ينقطعن عن حبهن للتعليم، حيث يقمن بمتابعة دروسهن مباشرة عبر منصة EBA التي أطلقت كجزء من تدابير الحد من انتشار وباء كوفيد 19، أثناء قيامهن بعملهن اليومي.
تقع آغري، في مقدمة الولايات التركية بثرواتها الحيوانية من ماشية وأغنام، كما ترحب بأعداد كبيرة من العوائل المهاجرة، التي يسمح لها بتربية الحيوانات في مرتفعات الولاية بعد ذوبان الثلوج في الربيع.
يقيم الأطفال في المنطقة التي تتم تربية الحيوانات فيها، ويعملون يوميا مع عوائلهم لكسب قوتهم، ويراعون عدم انقطاعهم عن دروسهم اليومية عبر EBA من خلال التواصل بهواتفهم المحمولة.
لا تهمل بديهة، الطالبة في الصف السادس، البالغة من العمر 11 عاما، دروسها رغم حياتها الصعبة في الهضبة، كما تحظى مع أختها برفين كيزيلاي، الطالبة في الصف الرابع التي تصغرها بثلاثة أعوام، بتقدير الجميع على اجتهادهما.
تساعد الفتاتان عائلتهما بإنتاج الحليب والاعتناء بالحيوانات يوميا، وبعد انتهاء عملهما يأخذان دفاترهما وكتبهما ويتابعان دروسهما عبر منصة EBA من خلال الهاتف المحمول رغم صعوبات الحياة.
زار جعفر جانشي، مؤسس مشروع مساعدة مدارس القرية، الهضبة وتحدث مع الفتاتين اللتين تعملان بجد وتتابعان دراستهما بنفس الوقت، وقدم لكلا منهما حاسوبا لوحيا من نوع "آيباد"، لمتابعة دروسهما على شاشة أكبر.
صرح محمد كيزيلاي، والد الفتاتين، بأن ابنتيه تحبان القراءة جدا ولا تهملان تعليمهما في الهضبة، كما يقف بجانبهما دائما داعما لمتابعة دروسهما، وقال: "يواصل أطفالنا تعليمهم عبر EBA، كما يعاونوننا في العناية بالحيوانات إضافة إلى قيامهم بالأعمال المنزلية، ويواصلون أيضا تعليمهم بلا تقصير، ويتابعون دروسهم كلما حان وقتها على الإنترنت، كما يقرؤون الكتب في وقت الفراغ".
قالت بديهة كيزيلاي، التي لم تنقطع عن الدراسة بالرغم من ظروف الحياة الصعبة في الهضبة التي تصفها بالجميلة: "أجتهد في دراستي لأنني أريد أن أصبح طبيبة في المستقبل".
تساعد كيزيلاي، عائلتها في حلب الأبقار وبالأعمال المنزلية، وتقول: "فتح معلمونا مجموعة على الواتساب، يخبروننا فيها عن مواعيد الدروس المباشرة، ونحن نتابع دروسنا في مواعيدها. تواجهنا أحيانا مشكلة بسيطة، وقد كنا نتابع دروسنا عبر الهاتف المحمول حتى اليوم. من الصعب متابعة الدروس عبر شاشة الهاتف، وأنا سأواصل من جديد متابعة دروسي وقراءتي عبر الآيباد الذي نشكر الأخ جعفر= على إهدائه لنا. عندما اكبر أريد أن أصبح طبيبة، لذلك ساجتهد في دروسي بشكل أكبر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!