ترك برس
يسلط متحف الحربية العسكري (Harbiye Askeri Müzesi) الضوء على تاريخ الحروب التركية منذ عام 209 قبل الميلاد إلى عام 2021، ويتميز باستخدام تقنيات المتاحف الحديثة.
يقع متحف حربية العسكري في مبنى تبلغ مساحته 18 ألفًا و600 متر مربع على أرض مساحتها 54 ألف متر مربع في شارع الجمهورية بحي حربية في إسطنبول، وقد أطلق على الحي اسم حربية لأن الأكاديمية الحربية كانت تقع بنفس المكان الذي يوجد فيه المتحف الحالي في عام 1841.
افتُتِحَت الأكاديمية العسكرية في إسطنبول عام 1941، بعد أن نقلت إلى أنقرة عام 1936، وتلقى التدريب فيها العديد من القادة والضباط المهمين على رأسهم مصطفى كمال أتاتورك، الذي تم الحفاظ على فصله الدراسي بحاله الأول، كما اشتهرت مقولته: "كلما تعرف الطفل التركي على أسلافه، يجد القوة لتحقيق إنجازات أكبر".
بدأت أعمال الترميم في الحرم الجامعي دون الإضرار بعمارته وتصميمه التاريخي في عام 1966، وتم تحويله إلى متحف عسكري في عام 1993، كما تم تجهيز المتحف بتقنيات حديثة لرواية تاريخ الجيش التركي وأحداثه المهمة والحروب التي خاضها والانتصارات التي شهدها عبر التاريخ.
وتلقي أقسام قاعات المتحف الضوء على الحروب والفترات والحوادث المهمة في التاريخ التركي. ترحب "قاعة تأسيس الجيش التركي" بزوارها، عارضة لوحة أنساب الأتراك، بالإضافة إلى صورة ديوراما رائعة تصف مرور الأتراك عبر سور الصين العظيم، كما يحتوي على لوحات زيتية لأعمال ثقافية تركيا تنتمي لآسيا الوسطى مثل قصص ديده كوركوت، وملحمة أرغنكون.
تُعرض في قاعة اللوحات الزيتية معركة ميريوكفالون، وبانوراما معركة ملاذكرد، وتمثال كارامان أوغلو محمد باي، صاحب المقولة: "اعتبارا من اليوم لن تستخدم أي لغة أخرى في البرلمان والديوان ونزل الدراويش وفي أي مكان ما عدا اللغة التركية".
ومن المعروضات أيضًا خريطة ملونة رقمية للأماكن التي افتتحها السلاطين في قاعة تأسيس الدولة العثمانية، وصور السلاطين العثمانيين، ولوحات زيتية تصف الحروب والانتصارات، وخوذة أورهان غازي، مع بعض القطع الأثرية التي تعود لعظماء السلاطين العثمانيين كالسلاطين محمد الفاتح ويافوز سليم وسليمان.
يضم المتحف الكرة البرونزية التي يعتقد بأنها استخدمت أثناء فتح إسطنبول، والسلسلة الممتدة إلى القرن الذهبي قبل الفتح، وسيف السلطان يافوز سليم، كما تعود أغلب مجموعات الأسلحة المعروضة للدولة التركية والعثمانية، مع بعض القطع التي تعود للدول الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، تُعرَض خوذات ودروع فولاذية خاصة بالدول الأوروبية في قاعة الأسلحة الدفاعية، كما تعتبر الدروع المصنوعة من قوقعة السلحفاة وجلد التمساح من أروع معروضات المتحف.
وتُعرض في قاعات الحرب العالمية الأولى ومعركة جناق قلعة العديد من الأعلام والأسلحة والأوسمة والميداليات والألبسة الخاصة بالحروب، من ضمنها ملابس قائد الفوج 57 حسين عوني باي، الذي استشهد مع كامل كتيبته في معركة جناق قلعة، كما توجد العديد من الأعمال التاريخية الخاصة بحرب الاستقلال في قاعة حرب الاستقلال.
ويشاهد الزائر لقاعات الحروب الكورية والقبرصية ملابس وذخائر القادة والجنود الأتراك الأبطال، الذين استشهدوا في هذه الحروب، كما يعرض العلم التركي المرسومة بدماء طلاب مدرسة غلاطه سراي الثانوية من أجل الجنود الأتراك المتوجهين للحرب الكورية، وصورة للجنود الأتراك مع العلم التركي.
ومن المعروضات أيضًا مظلة الكابتن الطيار التركي جنكيز توبل، الذي توفي إثر سقوطه في منطقة يونانية أثناء الحرب القبرصية، وتُقدّم للزوار أيضًا معلومات تتعلق بغملية السلام القبرصية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!