ترك برس
ينتظر افتتاح مرصد شرق الأناضول في أرضروم نهاية العام الحالي، حيث توشك أعمال إنشائه على ارتفاع 3 آلاف و170 مترا على الانتهاء، ويعد من أبرز مشاريع قطاع علوم الفضاء التركية، إذ يمتلك أعلى التقنيات مقارنة بأقرانه، ويهدف إلى بدء عمله بالمراقبة في نهاية العام الحالي.
حقق قطاع الفضاء التركي بمجالاته المتعددة من المراصد إلى المرافق البحثية تقدمًا لافتًا في السنوات الأخيرة. تؤدي المراصد الفلكية وظيفة تتبع ومراقبة لحركة الفضاء عبر تلسكوبات وكاميرات تسلط الضوء على الاكتشافات الجديدة في الدراسات الفضائية بعد الحصول على نتائجها.
تتطور الأحداث الفلكية في جميع أنحاء العالم من حركات الكواكب وخسوف القمر وكسوف الشمس، التي تمت مراقبتها وتحليلها أيضا في المراصد التركية بعد أن افتتحت تركيا نوافذ لها في الفضاء. فهي تمتلك اليوم ما يقرب من 10 مراصد فلكية في الجامعات وداخل مباني مجلس البحث العلمي التركي ”توبيتاك”.
أعرب مسعود يلماز، عضو هيئة التدريس في قسم الفلك وعلوم الفضاء بجامعة أنقرة، عن إعداد قسمه خطة مراقبة تشمل تحديد الأهداف المراد مراقبتها وقال: “نحدد أنظمة التصفية التي سنقوم بتثبيتها، ثم نراقبها وبعد ذلك ننقل البيانات إلى البيئة الرقمية، ويمكننا مشاهدة الصور بالكمبيوتر عبر البيئة الرقمية".
أشار يلماز إلى إمكانية تتبع المراصد التركية للإنجازات العلمية والتكنولوجية، كما يمكنها تتبع مسار الأقمار الصناعية بمراقبتها من الأرض باستخدام التلسكوب، وفي حال حدوث أي انحراف في مسار قمر صناعي معين من الأقمار الصناعية التركية، يتم التأكد من ذلك عبر المراقبة التلسكوبية، وقال: "يمكننا تصحيح الانحرافات من خلال المراقبة بالتلسكوب".
افتتح المرصد الوطني الأول في تركيا قبل 20 عاما في توبيتاك، وتم إنشاؤه على ارتفاع 2500 متر في أنطاليا، ويعد واحدًا من أهم المراصد العالمية القليلة، وقد استضاف باحثين أتراك ودوليين لاستخدام تلسكوباته الثلاثة. يحدد المرصد مواقع وسطوع الأجرام السماوية عبر تلسكوبات تبلغ أقطارها 60 و100 و150 سنتيمترا.
يعد مرصد "كانديللي رصتهانسي" من أقدم المراصد في تركيا، الذي يقوم بحساب المعاملات الشمسية (خصائصها وحجمها وطولها وسطوعها…) في مختبر علم الفلك للمرصد منذ 86 عاما، كما تشير الدراسات إلى كونه مرجعا للمنشورات الدولية.
يقوم الخبراء والطلاب بإجراء ملاحظات فلكية في المراصد الفلكية بجامعات إسطنبول وأنقرة وإيجه، كما يمكن لأي شخص يرغب بالتعرف على معلومات عنها الوصول إليها.
من الجدير بالذكر أن أول مرصد فلكي تم تأسيسه بأمر من السلطان العثماني مراد الثالث في برج غالاطة عام 1577، تحت إشراف المدرس تقي الدين، ثم نقل إلى طوب خانة، وتمت فيه مراقبة حركات الشمس والقمر و غيرها، ثم هدم عام 1579 بضربات مدفعية بفتوى من شيخ الإسلام أحمد شمس الدين أفندي.
تأسس المرصد الفلكي الثاني “مرصد العامرة” كمرصد للأرصاد الجوية في منطقة “بيرا” وسط إسطنبول عام 1868، وقام المرصد بمراقبة موجات الزلازل منذ 126 عاما، وتم تغيير اسمه بعد تأسيس الجمهورية التركية إلى مرصد كانديللي عام 1936، وهدم المبنى القديم عام 1969 وتم إنشاء برج ومبنى جديد مكانه، واستمر في نشاطه تابعا لمديرية التعليم الوطني حتى عام 1982، حيث ألحق بجامعة بوغازتشي، بعد تحويله إلى "معهد مرصد كانديللي لأبحاث الزلازل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!