ترك برس-الأناضول

عامًا بعد عام، يتزايد الاهتمام بالخيول القشقائية الأصيلة، التي يتم تربيتها من قبل أتراك القشقاي في إيران منذ قرون، حيث تتميز بجمال مظهرها وقدراتها الفريدة على التحمل.

يعكف أفراد قبائل القشقاي، ثاني أكبر مجموعة تركية في إيران بعد الأتراك الأذربيجانيين، على تربية سلالات من الخيول الأصيلة، أبرزها "درشوري" و"سالار"، في مزارع خاصة تقع بمنطقة "سميروم" بمحافظة أصفهان وسط إيران.

وتشهد إحدى مزارع الخيول التي أقيمت على مساحة 30 هكتارًا في أصفهان، طلبًا كبيرًا على خيول "درشوري" و"سالار" الأصيلة ذات الجبهة البيضاء، من الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا.

- قيمة الحصان الواحد 430 ألف دولار

من بين الخيول الموجودة في المزرعة، يبرز الحصان القشقائي الأصيل المسمى "سالار"، والذي يسهر سائسيه على راحته ويعتنون به كما يعتني الإنسان بالعين الرمدة.

يساوي ثمن الحصان الواحد من نوع "سالار" ثروة حقيقية في إيران، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، حيث يبلغ سعر االواحد من هذا النوع 430 ألف دولار أمريكي. فيما يدفع الراغبون بتزويج فَرَسَاتِهم مع فحول خيول سالار للحصول على أمهار أصيلة، حوالي ألفي دولار.

- هناك طلب كبير من الخارج

قال محمد حسن درشوري، أحد مالكي مزارع الخيول القشقائية في أصفهان، إن هذه الخيول الأصيلة كانت بمثابة حصن وملاذ لشعب القشقاي في العصور الغابرة.

وأضاف درشوري لمراسل الأناضول أن الخيول القشقائية الأصيلة ساهمت بشكل محوري في الحروب التي خاضها شعب القشقاي التركي عبر التاريخ، وبالتالي كتابة تاريخ هذا الشعب.

ولفت درشوري الى أن قبيلته تعمل في مهنة تربية الخيل منذ ما يقرب من 100 عام، وقال: كان جدي يرعى تلك الخيول ويسوسها، ونحن اليوم نسير من خلفه على نفس الدرب.

وشدد درشوري على أهمية هذه الخيول بالنسبة لشعب القشقاي وقيمتها الكبيرة بالنسبة لهم، وقال: تستطيع خيول درشوري قطع مسافة تبلغ نحو 300 كيلومتر في اليوم، دون أن تشعر بالتعب.

وذكر درشوري أن الخيول القشقائية الأصيلة تمتلك قدرات مميزة تساهم في تحقيق أفضل النتائج في المسابقات الرياضية الدولية وسباقات القفز على الحواجز والبولو والرقص مع الموسيقى، وقد ذاع صيتها خلال السنوات الماضية في إيران والعالم، بعد احتلال تلك الخيول مراتب الصدارة في عدد من المسابقات المحلية والدولية.

وتابع: يأتون إلينا لشراء الخيول القشقائية وخاصة سلالتي درشوري وسالار من إيران ودول أخرى. وتباع هذه الخيول بأسعار مثل 3 مليارات تومان إيراني (130 ألف دولار) و10 مليارات تومان (430 ألف دولار).
​​​​​​​
وأوضح درشوري أن الحصان البريطاني أطول وأكبر من الحصان القشقائي ولكنه غير مناسب للركوب والعدو لمسافات طويلة، كما أن الخيل العربية تجري بسرعة ولكنها تتعب بسرعة.

وختم درشوري بالقول: الخيول القشقائية تتمتع بالجمال في المظهر والقدرة الكبيرة على التحمل مقارنة مع نظيراتها من السلالات الأوروبية. هناك طلب كبير على هذا النوع من الخيول في خارج البلاد. يقومون بشراء وترويض وتدريب أمهار الخيول القشقائية من أجل المشاركة في المسابقات الرياضية التي يجري تنظيمها في ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!