ترك برس
يحرص فريق خبراء الترميم في موقع "كوبكلي تبه" التاريخي، بولاية شانلي أورفة التركية، على تنظيف القطع الأثرية ولوحات الفسيفساء التاريخية الفريدة، بصبر وعناية فائقة، لضمان انتقالها لأجيال المستقبل.
وموقع "كوبكلي تبه" الشهير، جبلي يعود تاريخ بنائه لأكثر من 12 ألف عام، ويحتوي على أقدم المنشآت المعمارية حول العالم، ويوصف بأنه "نقطة انطلاق التاريخ"، ويستقبل آلاف السياح المحليين والأجانب كل عام.
وشهدت أطلال الموقع الأثري، "فترة ذهبية" في قطاع السياحة بفضل إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2019 عاماً لموقع "كوبكلي تبه" الذي يعتبر أقدم معبد في العالم.
وحقق الموقع المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، رقمًا قياسيًا في عدد الزوار، حيث استضاف 412 ألفًا و378 زائرًا خلال عام 2019.
المتحف الوطني في شانلي أورفة، افتتحه الرئيس أردوغان عام 2015، وهو يوفر للزائرين فرصة مشاهدة تاريخ تطور البشرية من العصور الأولى حتى الحاضر، والاطلاع على القطع الأثرية العائدة لتلك العصور.
ويسعى خبراء التنظيف والترميم في الموقع لمعالجة القطع الأثرية وتنظيفها في مختبرات داخل المتحف، بدرجة عالية من الاحترافية وبدقّة عالية من أجل ضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة.
ويقول مدير المتحف الوطني في شانلي أورفة، جلال أولوداغ، إن المتحف يؤدي مهمة على قدر عالٍ من الأهمية، لأنه يحمي القطع الأثرية التي تم اكتشافها في "كوبكلي تبه" ويضمن وصولها للأجيال القادمة.
وأضاف لوكالة الأناضول، أن خبراء التنظيف والترميم في المتحف يقومون بإجراء أعمال الفحص على موجودات المتحف بشكل دوري وإجراء الأعمال المخبرية إذا لزم الأمر.
وذكر أولوداغ أن المتحف يحتوي على 3 مختبرات، وأن القطع الأثرية التي تم الحصول عليها أثناء الحفريات تم تصويرها وتوثيقها أولاً في مختبرات المتحف.
وأوضح أنه تم تجهيز مختبرات المتحف بشكل كافٍ من حيث المعدات والأفراد، وأن الأعمال الواردة للترميم تخضع في هذه المختبرات للتنظيف والصيانة الدورية، كل قطعة بحسب نوعها.
وتابع: "إضافة إلى أن بعض القطع الأثرية وعلى رأسها الفسيفساء، تخضع لعمليات تنظيف في مواقع التنقيب نظرًا لأهميتها، إن عملنا يتمحور حول ترميم وحماية وتنظيف القطع الأثرية وضمان انتقالها للأجيال القادمة".
ونوه أولوداغ بأن خبراء التنظيف والترميم في المتحف، يؤدون عملهم مستخدمين تقنيات متطورة دون الإضرار بالقطع الأثرية بأي شكل من الأشكال.
وأكد أنهم يقومون بعملية الترميم والتنظيف داخل المختبرات لجميع أنواع المجموعات الأثرية وعلى رأسها الحجرية وتلك المصنوعة من معادن البرونز والحديد والفضة والذهب ومادتي العظام والزجاج.
وأشار إلى إن المتحف يحتوي على صالة خاصة تعرف باسم "الحديقة الحلبية" متخصصة بعرض لوحات الفسيفساء المكتشفة، مبينًا أن مساحتها تبلغ 5 آلاف متر مربع.
وأوضح أولوداغ أن صالة الحديقة تحتوي على أول لوحة فسيفساء مكتشفة في العالم، تعرف باسم "محاربات الأمازون"، كما أن المتحف يحتوي على واجهة لقصر يعود تاريخه إلى العصر الروماني، ويظهر فيه العديد من لوحات الفسيفساء، خاصة تلك التي تصف الأساطير.
** نقوم بعمل يتطلب صبرا
من جهتها، قالت عائشة نور جوملكجي، إحدى المرممات في المتحف، إنها تقوم بتنظيف القطع الأثرية بدقة عالية، كما تسجل القطع الجديدة التي جرى جلبها إلى المتحف.
وأوضحت جوملكجي لمراسل الأناضول، أن معظم القطع الأثرية التي تقوم بتنظيفها مصنوعة من الفخار والحجر والبرونز والفضة، وأن عملية التنظيف تتم بواسطة معدات ومواد خاصة.
وختمت قائلة: "نحتاج إلى التحلي بالصبر الشديد خلال أدائنا مهامنا في هذا العمل، لأننا قد نرتكب خطأ لا يمكن إصلاحه أو العودة عنه، لذلك نتصرف ببطء شديد وعلى درجة عالية من الدقة".
وفي عام 2018، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" موقع "كوبكلي تبه" على قائمة التراث العالمي، ويضم الموقع أقدم مجموعة من المباني الصخرية شمال بلاد الرافدين، ويمتد تاريخها إلى قبل 12 ألف عام.
واكتشفت منطقة "كوبكلي تبه" عام 1963 على يد باحثين من جامعتي إسطنبول وشيكاغو الأمريكية، واستمرت أعمال الحفر والبحث بها نحو 54 عاماً.
وفي عام 1995 تم اكتشاف العديد من الآثار، بينها رسوم وأشكال حيوانية تعود للعصر الحجري الحديث، وأطلال معبد "كوبكلي تبه" الذي يعد من أقدم دور العبادة في العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!