ترك برس
رغم مرور 77 عاما على نفيهم من قبل الاتحاد السوفييتي، وإعادة نقلهم إلى تركيا بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016، إلا أن أتراك "أهيسكا" ما زالوا يجدون صعوبة في نسيان معاناة التهجير الأولى.
وتعرض أتراك "أهيسكا" للنفي من مكان إقامتهم في المنطقة التي تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا، على يد الحكومة السوفيتية بزعامة ستالين عبر القطارات إلى آسيا الوسطى، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1944.
وأعادت تركيا 72 عائلة من أتراك أهيسكا إلى منطقة "أخلاط" التابعة لولاية بيتليس، عام 2016.
وفي حديث مع وكالة الأناضول، قالت سيميزار محمد أوغلو (81 عاما)، وهي أم لـ10 أبناء، وكانت بعمر 4 أعوام حينما تعرضت عائلتها للنفي، إنهم عاشوا أوقات صعبة للغاية وقتها بدون ماء وطعام.
وأضافت أن عائلتها نُفيت إلى أوزبكستان بداية في رحلة طويلة وشاقة استغرقت حوالي شهر، وسط البرد والحرمان من الماء والطعام.
وأردفت أنها عاشت طفولة صعبة جدا، حيث فقدت والدها في سن مبكرة بعدما اقتاده الجنود عندما كانت صغيرة، وفقدت والدتها لاحقا، وأنها عاشت يتيمة في أوزبكستان لنحو 40 عاما، قبل أن يتم نقلها إلى أوكرانيا.
وأشارت إلى أنها نُقلت مجددا إلى تركيا بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، متمنية له دوام الصحة وطول العمر.
من جهتها شددت ثانية بن علي ( 65 عاما) المولودة خلال سنوات المنفى في أوزبكستان، على أنها عاشت أيامًا مؤلمة جدًا.
وقالت: "يقشعر جسمي حينما اتحدث (عن سنوات المنفى). عشنا بشكل جيد في أوزبكستان التي ولدت فيها. درست حتى الصف العاشر. تزوجت هناك وأنجبت 4 أطفال. عندما اندلعت أحداث فرغانة عام 1989، تعرضنا للإيذاء. من هناك ذهبنا إلى أوكرانيا وأذربيجان وروسيا، ثم عدنا إلى أوكرانيا ومنها أتينا إلى تركيا".
وتابعت: "لقد عانيت كثيرا مع أطفالي الأربعة على غرار الكثيرين مثلي. كان الأطفال يأخذون الخبز من أفواه بعضهم البعض ويأكلونه. لا خبز للأكل ولا ماء للشرب. بارك الله في رئيسنا (رجب طيب أردوغان) وأطال عمره، من خلال مساعدته لنا، حيث منحنا الجنسية نحن سعداء به. قدموا لنا (السلطات التركية) منزلا ومساعدات وفرص العمل. أعمل حاليا في حقول البطاطا والطماطم وأقوم بالحرف اليدوية وأحضر الدورات".
من جهته، أوضح حمزة كهوان (65 عامًا)، أنهم اضطروا لترك منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان (بعد اضطرابات بينهم وبين الأوزبك عام 1989).
وقال: "بعد ذلك انتشرنا في 9 دول. 72 عائلة جئنا إلى تركيا، بارك الله فيهم (الأتراك) جعلونا ننسى كل الصعوبات".
وأعرب عن شكره للرئيس التركي أردوغان على استقدامهم من أوكرانيا وتوطينهم في تركيا.
أما يشار حسين (61 عاما) فأعرب عن حبه لتركيا، وأضاف: "أحفادنا يدرسون هنا، وكل شيء على ما يرام. قدموا (تركيا) لنا منزلا مجهزا بكل شيء".
وأكد أنهم بجانب تركيا في السراء والضراء.
وأتراك أهيسكا، كانوا يقيمون في منطقة تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا، ويبلغ تعدادهم أكثر من نصف مليون، إلا أن الحكومة السوفيتية نفتهم، في 14 أكتوبر/تشرين الثاني 1944، إلى قرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا وسيبيريا.
واستقر عدد كبير من أتراك أهيسكا، في منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان، إلا أن حوالي 100 ألف منهم اضطروا إلى ترك المنطقة، بعد اضطرابات بينهم وبين الأوزبك عام 1989، وهاجروا إلى أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وأوكرانيا.
ويقدر عدد أتراك الأهيسكا، الذي يعيشون خارج موطنهم الأصلي بـ 500 ألف شخص، يعيش منهم 20 ألفا في الولايات المتحدة الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!