شرف أوغوز – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
كنا بالأمس في أمسية خُصّصت للحديث عن النظام الرّئاسي وميّزاته. وتمّت مناقشة السبل التي من خلالها يمكننا الوصول إلى هذا النّظام. كما تباحثنا حول الأنظمة الرّئاسية القائمة في عدد من الدّول الكبرى.
وكان على كرسي الخطاب الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان". فعندما بدأ بالحديث عن النظام الرّئاسي المنشود، أوضح بأنّ الجميع يخلط بين هذا النّظام والنّظام الذي كان قائما أيام حكم عصمت إينونو في أربعينيات القرن الماضي. وتساءل أردوغان خلال حديثه "ما الذي يمنعنا من إيجاد نظام رئاسي خاص بالدّولة التركية؟". فأجاب قائلاً: "إنّنا نمتلك كلّ المقوّمات التي تؤهّلنا لإقامة نظام رئاسي خاص بنا". لا سيما أنّ مركز الأبحاث والدّراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA) تقوم بإعداد دراسات تفصيلية في هذا الصّدد.
وتقوم هذه المؤسّسة بإجراء دراسات تفصيلية عن الأنظمة الرّئاسية القائمة في العالم وتستخلص منها ما هو ملائم للنّظام الرّئاسي الذي سيتمّ تطبيقه في بلادنا. كما أنّ هذه المؤسّسة تقوم بإعداد تقارير حول مدى إمكانية تطبيق مبادئ الدّيمقراطية والإصلاحات الاقتصادية في إطار هذا النّظام.
خلال الأسبوع الماضي وفي إحدى أعداد صحيفة حرييت، قام الكاتبان الصّحفيان "علي جان كابتي" و"صلاح الدين غل تكين" بإجراء تحليلات حول الأنظمة الرّئاسية القائمة في العالم. وقد أطلقوا على المقالة اسم "تحليلات حول الأنظمة الرّئاسية العالمية والوضع في تركيا".
ومن خلال اطلاعي على ما كتبه الصّحفيان في هذا الخصوص، لاحظت أنّهما يدافعان عن الأنظمة البرلمانية ويستثنون النّظام القائم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويردفون ذلك بالقول أنّ على تركيا عدم التّفكير بالتّخلّي عن النّظام البرلماني القائم والانتقال إلى النّظام الرّئاسي.
لكن بالمقابل فإنّ هناك تقاير قام بإعدادها العاملون في مؤسّسة (SETA) أمثال الباحث "علي أصلان" ونابي ميش وهازال دوران، مغايرة لما يدّعيه الكاتبان في صحيفة حرييت.
اليوم تركيا بدأت فعليّاً بمناقشة تغيير النّظام القائم في البلاد والانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرّئاسي. حتّى أنّ المعنيّين بالأمر بدؤوا بمناقشة تفاصيل هذا النّظام.
إذا أردنا أن نناقش تفاصيل هذا النّظام، علينا أن نبتعد أولا عن القناعات التي لا تستند إلى مرجعية صحيحة. ونعتمد في حواراتنا على الوقائع العلمية والملموسة في هذا السياق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس